الثلاثاء، 23 فبراير 2016

لن أحنيَّ في يوم ظهري

_ في كل يوم يمضي من عمرنا...ينفذ بنا ما لا نريده ان يحصل مالا نتمناه مطلقاً ولا نرضاه ابداً، يفعل فينا ماهو ليس لصالحنا ولا حتى لصالحهم كما يتبين في آخر الأمر ... لكن من اجل ماذا لا اعرف، كل الناس تتفق على العدل والنماء والتقدم والازدهار، إلا ان هذا لا يرضي من يحبون الاستعلاء في الأرض
ولأجل تحقيق مايريده القلة عليهم مواجهة الكثرة، الكثير من الفقراء الضعفاء،منهم المتعلمين، المثقفين، اصحاب الادمغة والمهمشين الذين يملكون الحق بأن يعيشوا حياة كريمة وآمنة، ان يمارسوا مايهونه بحرية ان يحكموا أنفسهم ان يختارو من يحكمهم هنا يحصل الشرخ ويتخبط كل المتكبرين من البشر على إخوانهم من بقية البشر هنا يكون الحل الوحيد بالنسبة للطرفين الطرف المتكبر عليه بزرع الفتنة وضرب الوحدة التي تجمع الفقراء المثقفين والعمال وغيرهم لأنهم يشكلون خطراً بإتحادهم عليهم ، اما الطرف المستضعف فعليه ان يتحمل فوق فقره وحاجته حاجات أخرى اكبر سيحرم منها لتحقيق مايصبو إليه وهنا تبدأ الكارثة، تحت سقف المعارك يستطيع من يريد  من خارجهما ان يطلق رصاصة على من شاء منهم دون ان يكتشف احد الطرفين المتخاصمين أمر مطلقها، فأهداف الطرفين اصبحت محدودة للغاية اصبح كل منهم يرى عدواً واحداً فقط وهو الآخر اصبح هدفهم واحد وهو ان يقضي احدهما على الآخر مهما كلف الأمر من اطفال ونساء وشيوخ مهما كان الثمن غالياً،  يذهب المفكرون والمثقفون تحت وطأة نيرانهم يذهب النخب دون عودة يذهب من عليهم يسمو الوطن ويتحسن حال الجميع، من اجل ماذا...؟ من اجل ان يصبح الذي كان مستضعفاً متكبراً لا قلب ولا دين له كما لم نعهده، وان يذهب المتكبر القديم ليحل ذاك الجديد محله

{ﻣِﻦْ ﺃَﺟْﻞِ ﺫَﻟِﻚَ ﻛَﺘَﺒْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻨِﻲ ﺇِﺳْﺮَﺍﺋِﻴﻞَ ﺃَﻧَّﻪُ ﻣَﻦْ ﻗَﺘَﻞَ ﻧَﻔْﺴًﺎ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻧَﻔْﺲٍ ﺃَﻭْ ﻓَﺴَﺎﺩٍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻓَﻜَﺄَﻧَّﻤَﺎ ﻗَﺘَﻞَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﺣْﻴَﺎﻫَﺎ ﻓَﻜَﺄَﻧَّﻤَﺎ ﺃَﺣْﻴَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ } ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ : 32

_ في الفترة القصيرة والتي غبت فيها عن الكتابة في المدونة، كنت خلالها امارس ما أظنه نوعاً من انواع التأمل بعد كل سطر اقرأه من كتاب يترك أثره بي، صفحة بعد صفحة وجملة بعد أخرى، بعد كل أغنية اسمعها او شعر اقرأه او كذب اتلقاه من سياسيين وإعلاميين وغيرهم اصل لحالة حتى الآن ومع محاولاتي  التعبير عنها إلا انني اعجز.

_ ابدأ بالكتابة فتأتيني أهوال ما يحدث على هذه الأمة التي ميزها الله بأنها خير أمة أخرجت للناس

{ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺧَﻴْﺮَ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺃُﺧْﺮِﺟَﺖْ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺗَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﺗَﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨﻜَﺮِ ﻭَﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠّﻪ}

وما نمر به نحن، ما امر به انا مثلاً، كثيراً ممن يقرؤون الآن ما كتبته يظنني اعيش مثله... أقصد انني انام على سرير مثله واتناول ثلاث وجبات يومياً مع عائلتي وأخرج في عطلة نهاية الأسبوع للتنزه مع عائلتي او اصدقائي، والله هذا من أمنياتي

_ اتندم احياناً على لحظات فوتها على نفسي... كأن اعترف لفتاة اني أحبها... فقط ان اقول لها تلك الكلمة لا اكثر من ذلك
_ اتندم على عمل عرض علي ولم اقبل به... اظن اليوم لو اني وافقت لكان وضعي افضل حينها...
_ اتندم لرفضي طلب احد اصدقائي ان نخرج لقضاء بعض الوقت في المتنزهات في أجواء الربيع حيث يكون الطقس مشمساً ودافئاً بعض الشيئ، لكن الندم اليوم لن يفيدني شيئاً...
_ لو اعود فقط للوراء وأُعطى ساعة من الوقت حينئذ سأقضي كل ما اتندم عليه الآن.
_ طبعاً لا ادعوكم لتندموا على مافاتكم لأن الندم لن يفيدكم كما لم يفيدني بشيئ، بل بأن لا تفوتوا عليكم الفرص التي تأتيكم
اعترفوا بحبكم لأحد تحبونه ...
وافقوا على عمل ما ولو شعرتم بمغامرة فيه، فقط وافقوا وسيكون كل شيء على مايرام بعدها
_ لا ترفضوا دعوة احد لكم للخروج بحجة الإنشغال بأي شيئ يكن، استفيدوا بقضاء الأوقات معهم فقد يمر يوم ما لن تروهم فيه سيركبون البحر او البر او الجو ويغادروكم لأسبابهم الخاصة دون ان يتركوا وقتاً كافياً لأن تودعوهم
_ لا تنتظروا تغيراً على حالكم مادمتم تربطون حياتكم بأمور قد لا تحدث او لا تأتي، افعلوا كل مابوسعكم فعله وسيأتي ماتريدونه لاحقاً وقد يأتي وترون انه لم يعد يجدي نفعاً... ستبتسمون وقتها، ستزداد ثقتكم بوعد الله لكم
{ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺎﺏَ ﻟَﻬُﻢْ ﺭَﺑُّﻬُﻢْ ﺃَﻧِّﻲ ﻻَ ﺃُﺿِﻴﻊُ ﻋَﻤَﻞَ ﻋَﺎﻣِﻞٍ ﻣِّﻨﻜُﻢ ﻣِّﻦ ﺫَﻛَﺮٍ ﺃَﻭْ ﺃُﻧﺜَﻰ ﺑَﻌْﻀُﻜُﻢ ﻣِّﻦ ﺑَﻌْﺾ}
_ الإسلام... الإسلام عظيم، لقد اعطاني القوة... الثقة... الأمل... الحب... جعلني اعمل واستمر بالعمل لمستقبل لا أراه حقاً ووعدني بأجر يرضيني، اصبحت افكر بالمستقبل في حياتي ولآخرتي، اصبحت الحياة مستقبل قريب والآخرة مستقبل بعيد بالنسبة لي، ان اعمل لهدف سامي في الحياة... ان احب في الله واعمل الصالحات في سبيله، ان أصلي لله، ان اشعر بقيمة النعمة وأحمد الله عليها دائماً وابداً.
_ عندما نضحك بشدة او نحلم او نتعانق او عندما نبكي او عند الخشوع نغمض أعيننا هل تعرفون لماذا؟ لأن اجمل مافي "الحياة " لن نراه بأعيننا بل سنشعر فيه بقلوبنا

الاثنين، 8 فبراير 2016

ثمرة القدر

يتقابل معها بظروف قاسية... لم يكن حينها يفكر بأن يعجب بفتاة ويتقدم لها ليكمل نصف دينه ويتزوج... لأنه وبمرور السنين العصيبة التي مرت عليه جعلته لا يرى سوى الهدف الذي قد وضعه نصب عينيه، كان زخمه شديداً لما يطمح له فالمسألة اصبحت بالنسبة له معركة وجود... معركة أن يكون او لا يكون...
لقد ضحى بسنوات من عمره وفيها الأيام والساعات وهو يفكر ويعمل ويجتهد... يتلقى الدروس القاسية
يظلم ويهان ويذل... يجوع ويبرد أو يسجن ويضرب، تمر عليه أيام يظن فيها بأن الموت قاب قوسين أو أدنى منه فالمعارك وساحات القتال تملئ بلاده... والظلم والقهر بجواره،لكن... كل ذلك وأكثر لم يغير إرادته في الحياة، أخلاقه التي اكتسبها من النور الذي قذفه الله في قلبه بعد سنين من الظلمة...بعد أن تخلى عنه الجميع وتركوه يواجه مصيره الذي اختاره له ربه، ولا إرادة فوق إرادة الله أكسبته ثباتاً بمواقفه، بإرادته،صموده وصبره... أصبح الإجتهاد لديه عادة والصبر بالنسبة له عبادة
يذرف الدموع قبل نومه رجاءً وخوفاً من ربه
{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً }
عساه يعطف عليه ويغفر له وان لا يضيع تعبه
{ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻀﻴﻊ ﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻤﻼ }

وتأتي لحظة قطف ثمار ما عمل في الدنيا أولاً...
يقول: لقد دخلت حياتي فجأة دون أن اشعر أنها قد تكون يوماً ما حبيبتي
كنت اقوم بمساعدتها ببعض الأمور التي تعجز القيام بها في العمل ولم تكن نيتي تجاهها سوى اني اعمل لمساعدة الآخرين بما استطيعه.
استمرت توقظني من افكاري واحلامي التي تراودني وترافقني في كل مكان امضي إليه... حتى نجحت
نجحت هي بعد أن نجحت أنا وقطفت أول ثمرة من زرعي الطويل والمضني، كنت قد امسكت بأول ثمرة... بأول حصاد لي... كانت أمامي نظرت لها ولأول مرة اشعر بذلك الشعور تجاهها... لحظتها احسست بأنها الحصاد كله...
بل كل الحصاد يدور في فلكها، لأن ما سأبنيه اليوم سيكون لي ولها
لا استطيع وصف تلك اللحظة وقد اعجز عن حساب الوقت الذي استغرقته تلك اللحظة...
لكن الذي استطيعه الآن... هو إعادة ♻ مامر علي وكأنه شريط فيديو 📹 يختصر أياماً وشهوراً وسنوات بلحظات ،لأسجل شريطاً آخر برفقة شريكة حياتي إلى الأبـــــــــــــد 👋