الخميس، 27 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 7

اتذكر اننا كنا كل مساء تقريباً نتأمل القمر، كانت عادة فيني منذ الصغر اتأمل النجوم وأعدّها إلا ان خرافة زرعها المجتمع المحيط بي بأن النظر إلى النجوم مع عدّها يؤدي إلى ظهور الثآليل في جسد الناظر... فتحولت الى القمر فهو اجمل وأوضح ولا يؤذي بحسب ما سمعت

كنت أحفزه للبحث عن القمر بين الاشجار العالية التي كانت من حولنا تحجب ضوء القمر بظلها الساقط على الارض.
ادعوه للبحث عن ماهو جميل في الحياة ولم أرى اجمل من القمر في السماء... واجمل منه على الارض

وفي تلك الليلة المقمرة وانا لوحدي تذكرت تلك المواقف وعدت لأنظر الى القمر واتمنى ما اريده... انه الوحيد الذي يجمعني به إن نظرنا سوية إليه في نفس اللحظة، تمنيت امنية وصفتها بالمستحيلة وهي ان يأتيني خبر عنه الليلة

وهذا ماتم عبر معادلة القدر المعقدة والغريبة أحياناً.... شعرت بالارتياح بعد المفاجأة التي زهلتني وزرعت الأمل والاطمئنان في نفسي
انه بخير ويسلم علي لكن ظروفاً نشترك بها  تمنعنا من التواصل وقتها

مرت اسابيع تجاوزت الشهر تقريباً عندما حصل اول إتصال هاتفي بيني وبينه، اتذكر اننا بدأنا المكالمة بالتأكد من هوية بعضنا البعض
- الو
- هلا
- نشأت معي
- انت سامي... صحيح
- نعم سامي معك
- كيفك نشأت
- عم تسألني كيفني، من الله منيح
- طيب من عبد الله
- من عبد الله هلأ صرت منيح
- بالله كيفك بعد زمان والله ماني مصدق اني عم احكي معك هلأ
- ياكذاب... صرلي عم اسأل عليك فترة طويلة وانت ماعم تسأل
- والله العظيم لما قالولي اهلي انك دقيتلي كانوا ينسوا اسمك وانا ماكنت متوقع انك تتصل
عاتبنا بعضنا البعض، واخذنا الهاتف المحمول طريقة لإكمال تلك الصداقة الناشئة، نتناقش في كثير من الامور نتشارك يومياتنا... همومنا حتى اننا نشعر بشيئ ما اذا اصاب احدنا مكروه
اذكر مرة اتصلت بي امي ليلاً تحدثت معي وتحدث معي كل اخواتي واخي ومن ثم اتصل هو لكن في وقت متأخر... قبل الفجر بقليل... استغربت من اتصاله في هذا الوقت إلا ان شيئاً ما منعني من ان اجيب على اتصاله حتى انه اعاد محاولته الاتصال لكني لم اجب أيضاً وفي الصباح استيقظت وخرجت للحراسة... بعدها بقليل تأتيني رسالة منه، ارد عليه بمثلها واتساءل بيني وبين نفسه مابه لماذا يسأل عني بشكل متواصل من فجر هذا اليوم حتى الساعة 8:40دقيقة...
- تأتي سيارة شحن صغيرة من طريق ترابي غير معبد،بعضنا شكَّ بأمرها وبعضنا لم يلحظ سوى ماتحمله من اوراق التبغ... إلا انها كانت تحمل في الحقيقة الموت... والدمار
- انفجرت تلك السيارة على مدخل نقطتنا العسكرية

- شعرت بأن صوتاً قوياً خرق سمعي حتى انني لم اعد اسمع شيئاً وعصفت بي ريح من تراب ورماد منعتني من رؤية ماحولي حتى وجدت نفسي على الارض في غير المكان الذي كنت اجلس فيه

- بعد ساعات... عاود اتصاله بي... اجبت عليه،لم يكن يعرف ماذا سيحصل وماذا حصل لكن شيئاً ما يجعله يتصل ليطمئن هو نفسه لايعرفه.

وانا كذلك شاركته نفس الاحساس... او انه كان تواصلاً روحياً بيننا أو كما يسميه هو "القلوب عند بعضها "

كانت الأيام تمضي وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم إلا أنه قد تغير واصبح اقوى امام ابتلاءات الحياة،اصبحت استقي التفاؤل والأمل منه
لم اعد اسمع منه سوى الإيجابي حتى انه ان تكلم بالمصائب التي تحيط به استهزء وتعامل مع الأمر ببساطة شديدة

حوصرت النقطة التي هو فيها،يتصل بي ويخبرني بأنه قد يستشهد في اي لحظة
انتهت المكالمة ولم أملَّ من سؤاله عن التفاصيل لكنه تفهم أمري وأنهى حديثه بأن لا تقلق علي لن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا
كما تلاحظون قوة الإيمان التي اصبح يمتلكها

مرَت اشهر عديدة وهو وزملاؤه تحت الحصار لا ماء صالح للشرب ولا طعام يدخل عليهم سوى ماترميه الطائرة من غذاء إن نجح الطيار في إنزاله لهم

كانت "داعش" تفرض عليهم حصاراً خانقاً وترميهم بالقذائف...
لم أتصور ان يقدر نشأت على تحمل كل تلك الضغوط والخوف بسهولة... كان صبره وتحمله اكبر من تصوراتي لكنه في احد الأيام صرَّح لي بأنه يرتاح نفسياً عندما يتحدث معي...
كنت دائماً ادعمه واشعره بأن لك صديقاً يقف بجانبك وهو انا ولو استطعت ان اكون معك سأكون.

اصبحت التغطية الخليوية تغيب لفترات طويلة عنهم واصبح التواصل معه ليس بكل الاوقات... الى ان انقطعت بشكل نهائي.
في صباح احد الأيام بدأنا نتلقى الأخبار السيئة التي لا يحب احد سماعها...
لم اصدق ما حدث اقتحمت "داعش" تحصينات قواتنا هناك وبدأت بتصفية عناصر قواتنا اللذين يرابطون على أرضهم إما ذبحاً أو رمياً بالرصاص
تواصلت مع احد الزملاء القريبين منه لآخذ منه اي خبر عن مصير نشأت لكنه لم يفدني بشيئ لقد اخبرني ان آخر اتصال بينه وبين نشأت كان منذ خمسة شهور، لقد نجح نشأت بالإتصال بي منذ ثلاثة شهور كأنه كان آخر اتصال كان يودعني ويضعني بصورة الوضع الذي وصلوا إليه ويؤكد لي بأنه سيكون على مايرام ان شاءالله

اما الزميل فقد أكد بأن آخر اتصال كان نشأت لا يتحدث سوى عن اهله وعنك وختم لي "نشأت من له غير اهله وانت في الحقيقة انتم اغلى الناس عنده"

بدأت مجموعات من عناصرنا الناجين الوصول إلى مناطق أخرى تحت سيطرة قواتنا، وبدأت انا بالتواصل لمعرفة ما اذا كان نشأت من بين الناجين.... يتبع

 

الأحد، 16 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 6

هي أيامنا الأخيرة نقضيها مع بعضنا، وسيرحل كل منا إلى المجهول... ..... خليط من ذكريات رسمناها على المقاعد وآثار خطوات أقدامنا قد تركت اثراً في تربة ألفت  مسيرنا وصدى اصواتنا وضحكاتنا سافرت لغير رجعة لمكان لن تطأه اقدامنا يوماً...  نرى الأفق كل صباح اشعة الشمس تنهض لتلامس اهدابها السماء ونسرح مستمتعين بأقصى ماقد يصل إليه ناظريّنا كلانا غالباً يحلم بشيء ما، يتمنى شيئاً ما قد تكون امنياتنا مشابهة لبعضها

    لا ندري ماتخبؤه لنا الأيام لكن الذي كنا ندركه جيداً بأن لقاءاتنا ستنتهي قريباً على امل عودة بظروف افضل .... كان متفائلاً ولأول مرة اشعر او اظن انني من الممكن ان أراه متفائلاً في يوم ما.
بدأت الأيام بالتباطؤ مع نهاياتها وكأنها تريد لنا ان نستفيد من كل لحظة بها مع بعضنا .... يوماً بعد يوم تسوء احوال البلاد وتغرق بالدماء.... كنا تقريباً بمعزل عما يجري في المحافظات الأخرى متمسكين بحياتنا الطبيعية التي عهدناها سابقاً ومتأكدين بأننا سنعود لها ولن نفكر سوى بمستقبلنا، لأننا فُطرنا على التفكير به.
أنا مثلاً من مدينة هي الاقدم من المدن المأهولة في العالم ومشهورة بالصناعات بأنواعها افتخر بها واحن لها... لقلعتها العظيمة لأسواقها وخانتها لأحجارها المغرقة في التاريخ
وهو أيضاً من مدينة لا تقل اهمية عن مدينتي من اقدم عواصم العالم

حان موعد الرحيل.... وطوينا تلك الايام التي جمعتنا متمنين ان تجمعنا مرة أخرى قال لي وقتها
- دعني اودعك قد لا اراك مجدداً
امر ما منعني  الرد على ما قاله، قد يكون بداخله يشعر بذلك..؟ لا أدري...
شيئاً فشيئاً اصبحت ظروف البلاد تزيد سوء، القتل والتدمير اصبح يومياً وبإزدياد اخذت تلك الاحداث تأخذ اشكالاً اخرى حتى غدت حرباً ضروساً لا تبقي ولا تذر وعلى جبهات داخلية متعددة
رغم تقدم عالم الاتصالات إلا ان التواصل معه كان شبه مستحيل
مرت عدة اشهر ولم اعرف عنه أي خبر... هل مازال حياً... هل هو بخير
اسأل نفسي كلما كنت في خلوة مع نفسي تعود الذكريات وتأخذني معها الى الوقت والمكان اللذان كنا فيه... اقارن ماكنت عليه وما آلت به حياتي الآن
بعد مرور حوالي الستة اشهر تقريباً، كنت في محرسي أؤدي خدمتي مساء احد الأيام كانت المنطقة التي اخدم فيها ريفية وتعاني من بعض الاضطرابات رغم حيادية سكانها.
في ساعات الحراسة... في الظلام وعلى ضوء القمر تستطيع الدخول لأي حالة شعورية ترغب بها... تستطيع ان توصل نفسك لمرحلة ان تبكي على أمر ما تفتقده... السكون مع صوت نعيق الضفادع الى جانبه عواء الكلاب... ومن ثم يعود السكون... تسمع اصوات الاشتباكات من حولك.... ترى القذائف في السماء كأشهب تمر وتختفي فجأة.... تلمع لمعة في الافق... ثم يصل صوت سقوطها على مكان ما

لم اعد اريد سوى الاطمئنان عليه انه بخير فقط، ان يصلني خبر من اي احد ولا اريد اكثر من ذلك.

الخميس، 13 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 5

لم أهتم كثيراً لأمره... اصبحت وقت الإستراحة اخرج وامشي لوحدي أناقش نفسي حول قضايا تهمني، لكن حقيقة لم تكن مقاطعته لي إحدى قضاياي حينها... وعندما أنتهي من مشواري ادخل لأنام، كان يتخلل وقت فراغي أحياناً بدونه مشاركة زملائي ببعض المواضيع والمزاح وأيضاً دفتر مذكراتي كان يشغل وقتاً وبعض الأعمال التي تخصني من نظافة واهتمام بسريري ولباسي.
في اليوم التالي أخذت افعل كما افعل دائماً اغيب عن نظره، رآني أحد الزملاء سألني :مابك انت ونشأت لم اعد اراكما مع بعضكما..! لقد سألني ان كنت قد رأيتك...
- طيب سأراه الآن
دخلت المجمع وإذ هو أمامي اصبحت عيني بعينه أخذت يميني وانصرفت عنه، فسألني :اين كنت؟ لقد سألت عنك ولم يكن أحد يعرف مكانك
اجبته:كنت.... كنت اشتم الهواء 
قال: يعني لم تكن مع احد رفاقك؟
اجبته:وهل سألتك إن كنت انت مع احد رفاقك قال:لا... كنت انتهي من الدروس أشرب كأساً من الشاي واشعل سيجارة ومن بعدها انام، اما انت فكنت تذهب وتقضي اوقاتك مع فلان وفلان
اجبته: انت من ابتعد وقال دعني وشأني
قال: انت تحب أن تستفزني دائماً لأصل لمرحلة لا اقدر بعدها على ضبط نفسي
اجبته:خلص... انا اعتذر منك، عليك ان لا تنزعج من كلامي معك أولاً انا لا اوجه اي كلمة لك امام اي احد لأحرجك، ثانياً انا اريد لك الخير ولن انزعج منك من اي انتقاد ستوجهه لي في المستقبل مادام الحديث يدور بيني وبينك دون تدخل طرف آخر

غط في نوم عميق كعادته تحت تأثير الدواء الذي يأخذه كل يوم... علي التعود والصبر عليه علني اخفف عنه،
في الصباح التالي:
إنها اول مرة اراه يبتسم ويضحك ويبدأ الناس بسماع صوت ضحكاته، لكن ما كنت اخشاه هو عودة الأفكار السلبية التي تراوده بين الحين والآخر كالخوف من ألم المعدة الذي يأتيه فجأة أو اعراض اخرى كالتهيج فالإنتكاسة غالباً ماتأتي فجأة لتقلب كل ماسعيته من اجل الخروج من حالته
تخللت ايام صداقتنا العديد من المواقف، الخلافات التي كانت تنشأ وغيرها من مشاكل الحياة، طبعاً تعود علي وتعودت عليه فاصبحنا نتجاوز لبعضنا البعض الخلافات فتارة يبدأ هو وتارة آخذ وقتي لكي اعود معه
لم اصرح له يوماً بمحبتي الشديدة له إطلاقاً مما دعاه وفي آخر أيام التدريب ان يطرح علي هذا السؤال :
سأسلك وأريد منك الاجابة بصراحة،ولست مضطراً للكذب علي قل لي الحقيقة..
هل في قلبك محبة لي ام انك فقط تقضي ايام معي وسينتهي كل شيء عندما يفرقونا؟
اخذت قليلاً من الوقت وقلت في نفسي لقد نجحت في اخفاء محبتي له.
سأقول لك جملة قصيرة لا تنساها ابداً، فقال قلها اسمعك
قلت :ان كنت فعلاً تحبني مثلما احبك...  سنبقى اصدقاء الى الأبد
قال: اجل اجل. من الممكن ان نصبح اصدقاء وان لا تنساني بعد ان ينتهي التدريب ونفترق وان تزورني بعد ان ننهي أشهر الخدمة في مدينتي، وستقيم عندنا سآخذك لترى جمال مدينتنا وحضارتها... سنقضي وقتاً ممتعاً
ان شاءالله
طيلة فترة صداقتنا في المركز كنت ثابتاً بمواقفي تجاهه،حتى بدأ يفكر بكل ماكنت اقوله له استطعت اقناعه أخيراً بأن الدواء لن يجلب العلاج بل العلاج في تغيير ما تعودت التفكير به وان الايمان يجعل من الإنسان شخصاً لا يلتفت لوساوس الشيطان فالخوف من مستقبل صحتك او عملك او عائلتك هى دليل لخلل في الإيمان فالمؤمن لا يخاف من قضاء الله وقدره وعليه فنحن ندعو دائماً "ربنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه " وان الله قد قال للمؤمنين في كتابه العزيز

﴿ ﻣَﻦْ ﻋَﻤِﻞَ ﺻَﺎﻟِﺤﺎً ﻣِﻦْ ﺫَﻛَﺮٍ ﺃَﻭْ ﺃُﻧْﺜَﻰ ﻭَﻫُﻮَ ﻣُﺆْﻣِﻦٌ ﻓَﻠَﻨُﺤْﻴِﻴَﻨَّﻪُ ﺣَﻴَﺎﺓً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﴾ وبدأت اكسر الصورة الذاتية لنفسه فهو يرى نفسه بأدنى ماهو عليه حتى انه يظن ان جسده مليء بالعلل وعلى العكس من ذلك كانت كل اوجاعه وامراضه من تأثير نفسيته السلبي على جسده ولا اكثر من ذلك حتى انه لا يستطيع تسمية أمراض معينة تصيبه فهو سليم، تخيلو احد المرات اصابه صداع شديد وظن في نفسه انه مصاب بمرض عضال وكان ان جلس مع احد شكى له صداعه المستمر الى ان اجابه احدهم بمرض كان هو بداخله يخشى منه عندها صدق بأنه مصاب بذلك المرض وبدأ يحضر نفسه للموت قائلاً لي: ان مت اتمنى من الله ان يغفر لي
- كلنا سنموت وكلنا ندعو الله ان يغفر لنا
- نعم ولكني قد اموت قبلكم اظن اني مصاب بذاك المرض الخبيث ابعدها الله عنا وعنكم
- بدأت اضحك عليه مما اخرجه من حالة الجدية والدرامية التي يتكلم بها
- لما تضحك..؟
- لأنك مجنون
- كم مرة اخبرتك ان لا تصفني بالمجنون
- لأنك مجنون وغبي أيضاً، وانا اسأل نفسي مابك... تراك عدت لمخاوفك من الوهم الذي تتفنن بصنعه لنفسك كل فترة، يعني كلما اصابك ألم ما او وجع في مكان ما ربطه بمرض من عندك.... هل درست الطب قبل ان تأتي الى هنا
- لكن فلان قال لي قد يكون معك هذا المرض
- ها إذاً ذلك الفلان هو الطبيب المختص الذي استشرته، نشأت انت تثق بي صحيح... انت سليم وما من مرض يصيبك، هي عبارة عن أوجاع تصيب كل انسان لأسباب عدة هذه هي الحياة الكمال ليس موجوداً فيها الكمال لله وسيعطينا إياه في الجنة إن جعلنا  من أهلها،هيا بنا لنذهب ونشتري شيئاً نأكله وانسى صداعك الآن...
- يخبرني في اليوم التالي انه لم يعد الصداع يرافقه بعد ان تناول تلك الكبسولة.
- ياليت الكبسولة من اجل الصداع... انها لأمر آخر....!!
لقد اتعبني كثيراً بعد فترة من صداقته فلا احتمل على تركه ولم اعد احتمل تصرفاته لكن طيبته ووجهه البريئ كانا يصبراني قليلاً حتى احد المرات قلت له
- لقد اتعبتني كثيراً،،  لقد شاب شعري منك... انظر
- فعلاً ان في رأسك شعر ابيض
- هذا بسببك وبسبب جنونك الذي ستعديني به قريباً
- أصلاً انت مجنون وارى تصرفاتك غريبة، مامن عاقل يفعل افعالك هل رأيت احداً غيرك يرتدي السترة قبل البنطال..!!
- فعلاً محق... لم ارى، سأفكر في الأمر... قد احتاج لطبيب في المستقبل
- نعم سارع بمعالجة الأمر قبل ان يسوء وضعك اكثر من ذلك
- ولكني على يقين بأني عندما سأتخلص منك وتنتهي تلك الفترة اللعينة التي جمعتني بك سأتحسن تدريجياً لأني اقدر التحكم بأفكاري غيرك انت تسيطر عليه السلبية متى شاءت عندها سألعن الساعة التي عرفتك بها
- انت تكذب... على نفسك، انت لا تستطيع العيش بدوني على الأقل هنا
- ومن قال لك؟
- انت قلت وانا اشعر بذلك
- ولكني قلت لك أيضاً انني كنت اكرهك كره القط للفأر وسأعود لكرهي لك... اعدك

الاثنين، 10 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 4

بدأنا نأخذ دروس التدريب مع بعضنا وأحياناً نلتقي بعد الدروس اثناء الاستراحة،نأكل مع بعضنا أحياناً، نشرب الشاي في آخر النهار ودائماً يسبقني هو وينام قبلي اما انا فاستمع الى الموسيقى حتى انام
علمت طبعاً انه يعاني من مرض نفسي يدعى القلق حتى ان احدهم حذرني وقال لي دعك منه انه شخص مجنون لكني لم اكترث لكلامه وفي احد المرات كنا نمشي في الساحة قال لي
نشأت: قد تطول بنا الايام هنا، وتنفذ ادويتي
سامي:لكني لم اراك تعاني من اي مرض... لماذا تحمل معك كل هذه الادوية
نشأت:انك فضولي للغاية... هل تحقق معي،،  لماذا تتدخل بالناس دع البشر ورب البشر يا اخي
سامي :لا تغضب تستطيع انت سؤالي عما شئت وسأجيبك او اعتذر عن الإجابة
نشات:او تكذب علي... صحيح
سامي:اجل صحيح انك بارع بالكذب
نشأت: لا انا لا اكذب ولا احب من يكذب
سامي:اذا لا تسيء الظن بغيرك، كي لا تسوء بنظري
هيا اجبني عن سؤالي
نشأت:نعم... بعد تلك الفترة التي تحدثت لك عنها اصبحت اعاني من قلة النوم وصداع  لا يفارقني وخوف من المجهول ومشاكل عدة جسدية،مما اضطر بي لمراجعة طبيب نفسي ليحل مشاكلي، فوصف لي تلك الادوية
سامي:انا لا اؤمن بمرض نفسي يعالج بالأدوية يا نشأت، هل انا محق؟
نشات:لكن الطبيب هو من اعطاني تلك الأدوية وأصر على متابعة العلاج ومراجعته كل فترة
سامي:ومالذي استفدته من تلك الأدوية طوال فترة متابعتك للعلاج
نشأت: اشعر بالارتياح عند اخذ الادوية، هذه تعليمات الطبيب لن تكون أنت اعلم من الطبيب
سامي: انت فقط تنام لتهرب من خوفك وتواجه واقعك.
نشات:اظنك قد تماديت وتجاوزت حدودك معي رجاءً دعني وشأني ولا تعد وتتدخل بي.
تركني وذهب ولم يعد يكلمني... أظن اني قد تجرأت معه قليلاً لا لا بل كثيراً سأدعه وشأنه ولن اركض وراء احد
ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﺘﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻴﺔ ، ﻭﺟﺴﺪﻳﺔ ، ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺔ . ﻟﺨﻠﻖ ﺷﻌﻮﺭ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ،
ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ

الجمعة، 7 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 3

بدأ إذاً نشأت يتكلم عن نفسه وحياته...
سامي:مارأيك ان نمشي وتحدثني اكثر عنك وماالذي يؤرقك دائماً
نشأت:هيا بنا
اشعل سيجارة وضيفني،  وانا اشعل السيجارة قال لي أتمنى ان انتهي من هنا واعيش حياتي واستمتع باللعب بقلوب الفتيات
سامي:هههههههه لماذا..؟ لما كل هذا الحقد على الفتيات، هل خضت تجربة فاشلة
نشأت: احببتها من داخلي حب صادق، إلا انها كانت تقيم علاقة مع صديقي
سامي:وما هذا الصديق الذي اخذ منك حبيبتك
نشأت:هو لم يأخذها مني هي التي رمت نفسها عليه
سامي:وهل صارحك بما يجري من ورائك
نشأت:لا،لم يخبرني عن اي شيئ كان يستهزئ بي ويسمعني عبارات تنقص ثقتي بنفسي، مما جعلني احيد عن ذلك الطريق واتركهم وشأنهم
سامي:ولكن كيف علمت بعلاقتهم؟
نشأت:اخبروني رفاقي عما يجري،  وحذروني من اللحاق بها لأنها ستأتي لي بالمشكلات فهي تخبره لصديقي عن مطاردتي لها وهو يعدها ان يوقفني عند حدي..
سامي:ولما تتعلق بها ان لم تكن تحبك؟
نشأت:كانت تأتي لعندنا وتلمح لي.. وتعطيني مجالاً ان اكلمها لكنها لم تكمل معي، بل اكملت معه بعد ان رأته عندي حيث اعجب بها واعجبت به وادعت بأنها تحبه من قبل ان تتعرف علي
سامي:وهل صحيح ما أدعته؟
نشأت:طبعاً لا،لم تعرفه إلا وهو عندي وقاما بالتواصل مع بعضهما...
بعثت لها عدة رسائل فأجابت بالرفض ولم تعد تكلمني
سامي:ولكنك كنت تحدثني ان عائلتك كانت قد قطعت علاقتها بك وكأنك لست احد افرادها، هل كان السبب تلك الفتاة..؟
نشأت:اخذت اعتزل بنفسي،وبدأت بأخذ المال من امي وانفقه على المشروبات وكان الحال سيتطور معي بعد ان لحقت رفاق الحارة ،  اسهر الليل ولا اعود لبعد منتصفه.. وأحياناً حتى الفجر
سامي:ومتى تنام..؟ بالنهار!! وعملك ودراستك
نشأت:بعد الثانوية العامة بتقدير لا بأس به اخذت ابحث عن اختصاص اكمل به لكن لم انجح بإختبار القبول... اصبحت عاجزاً عن فعل اي شيء يغير حياتي للأفضل او يخرجني من الذي انا فيه، سلكت درب السِكر والسهر واصبح منفذي ونافذتي للحياة سطح بنائنا حيث اجلس واشرب واشرب حتى استفرغ ثم انام
سامي:كل هذا من اجل فتاة..؟
نشأت:كلكم تقولون نفس الكلام... من اجل فتاة تفعل بنفسك كل هذا... وانا اتحدى كل شخص فيكم خاض تجربة حب فاشلة ان لا يستاء ويحبط
سامي:اجل.. صحيح ماتقوله، لكن هي كلمة تقال من اجل ان لايبالغ المرء في إيذاء نفسه من اجل اي شيئ مهما كان، افهم من حديثك الآن ان عائلتك قاطعتك من اجل ان تخرج من بطالتك وفشلك
نشأت: في احدى المرات كنت ثملاً، لم اجد نفسي إلا في منزل صديق لي يقربني من بعيد استفرغ في غرفته،ارتبك بي ولم يعد يعرف كيف سيتصرف معي وماذا سيقول لعائلته المحافظة، سيظنونه كان يشرب معي... لكن سرعان ما اخلى مسؤوليته عني واتصل بأهلي واخبرهم عني حتى أتوا واخذوني... ياله من موقف ياسامي بعد ان صحوت تمنيت ان تشق الارض وتبتلعني وقتها،سامي اتمنى ان لا يخرج حديثنا بيني وبينك لأي شخص كان حتى لـ نور، انا لو لم اكن اثق بك لا ما بدأت بالتحدث لك عن خصوصياتي
سامي:من متى وانت تثق بي..؟
نشأت:من اول مرة تحدثت معك فيها
سامي:لكننا لم نلتقي بعدها إلا الآن
نشأت:كنت انتظر ان تدعوني للخروج،لكنك لم تفعل
سامي:وانا كنت انتظر ان تدعوني لنخرج كما اول مرة ونتحدث
نشأت:هذه مشيئة الله ان نعود ونلتقي الآن، وان نختلف انا وانت طوال تلك الفترة ونتشاجر
سامي:كنت أكن لك كرهاً لا تتوقعه
نشأت:رأيت كيف انك تسيئ لي، انا لم اكن اكرهك مطلقاً
سامي:كنت اتمنى ان اضربك ضرباً مبرحاً، هههههههه
يقول د.إبراهيم الفقي رحمه الله :
 ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﺟﻴﺪﺍ ﺣﻮﻟﻚ ، ﺳﻮﻑ ﺗﺠﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻧﻪ ﻭﺗﺴﺘﻐﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﻪ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﻩ ﺍﺳﻌﺪ .. ﺣﻴﺎﻩ ﺧﺎﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﺰ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻙ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺒﺪﺩ ﻃﺎﻗﺎﺗﻚ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻚ ﻭﺗﻀﻴﻊ ﻭﻗﺘﻚ .. ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﺮﻛﺰ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻤﻂ ﺣﻴﺎﺗﻚ ، ﻭﺍﺑﺪﺃ ﺑﺈﺳﺘﻤﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﻪ ﺍﻟﺒﺨﻔﻴﻪ ﺍﻟﻤﻜﺪﺳﻪ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻭﺇﺳﺘﻐﻞ ﻃﺎﻗﺘﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﻪ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ

الأحد، 2 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 2

بدأ ذلك الشاب الوسيم والذي يدعى نشأت ان يرتاح لي ويتحدث معي، أحياناً يختلق اي سؤال حتى اتكلم معه واجيبه، فأجيبه بإختصار دون اظهار الاهتمام به فيعود وينطوي على نفسه فأعاود انا التواصل معه إلى ان اتى يوم كنا نستلقي كل منا على سرير ننتظر مجيئ وقت مناوبتنا و بعد صمت طويل وكأننا لا نعرف بوجود بعضنا بقرب بعض قلت وانا انظر الى السماء محدثاً نفسي بصوت مسموع... ياليتني الآن اجلس على الاريكة في المنزل اشاهد التلفاز مع عائلتي بدل ان اكون هنا على فراش قاسية وبطانيات خشنة، نهض نشأت فجأة وهو يتبسم وينظر الي قائلاً :هل فعلاً انت تفكر بذلك، اجبته مستغرباً ولما لا افكر بذلك، اين المشكلة ان فكرت بمنزلي واهلي هذا امر طبيعي، فقاطعني   قائلاً :وانا أيضاً كنت افكر بما تفكر به، اجبته: حقاً... أظن ذلك طبيعياً فكلنا يفكر بأهله ومنزله،فقال:أجل معك ولكن ليس بالتفاصيل نفسها، صَمتُّ قليلاً وانا اتبسم بإبتسامة ساكنة وهو ينظر الي مستغرباً ثم سألني: قل لي كيف عرفت بماذا افكر به، اجبته: مابك نشأت كنت افكر بما قلته بيني وبين نفسي لكن بصوت قد وصل مسامعك... فقط، فقال نشأت: لا لم أقصد اي شيئ فعلاً كنت احب الجلوس مع عائلتي ومشاهدة التلفاز، لكن في الآونة الأخيرة لم يعد احد من افراد اسرتي الجلوس معي وقاطعوني بكل شيئ كلما سألت أحداً منهم عن شيئ لم يجبني وكأنني اعيش لوحدي في هذا المنزل.
هنا قلت في نفسي بدأ ذلك الشاب الوسيم والعنيد العصبي المنطوي على نفسه بالوثوق بي... يقول د.إبراهيم الفقي رحمه الله
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﻳﺒﺪﺃ ﻋﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺴﻠﻚ ﺗﺒﺪﺃ ﺭﺣﻠﺘﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ.... يتبع 

السبت، 1 أغسطس 2015

نشأة الصداقة


مرحبا، بحثت عن معنى الصداقة فنقلت لكم ماقرأت عنها:

ﺍﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﻭﺭﺩﻩ ﻋﺒﻴﺮﻫﺂ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺭﺣﻴﻘﻬﺂ ﺍﻟﻮﻓﺂﺀ ﻭﻧﺴﻴﻤﻬﺂ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺫﺑﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..
ﺍﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﻪ ﺗﺰﻭﻝ ..
ﺍﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﻣﻔﺘﺂﺣﻬﺂ ﺍﻟﻮﻓﺂﺀ .. ﻭﺳﻜﺂﻧﻬﺂ ﺍﻷﻭﻓﻴﺂﺀ .. ﺍﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﺷﺠﺮﻩ ﺑﺬﻭﺭﻫﺂ ﺍﻟﻮﻓﺂﺀ ﻭﺃﻏﺼﺂﻧﻬﺂ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺃﻭﺭﺁﻗﻬﺂ ﺍﻟﺴﻌﺂﺩﻩ ..
ﺍﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﺯﻫﺮﻩ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺮﻭﻳﻬﺂ ﺑﻤﺂﺀ ﺍﻟﻮﻓﺂﺀ ﻭﻧﺤﻴﻄﻬﺂ ﺑﺘﺮﺁﺏ ﺍﻹﺧﻶﺹ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﺩﺁﺋﻤﺂ ..
ﺍﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﻛﻠﻤﻪ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺂ ﻣﻌﺂﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﻩ ﻭﻣﻔﺂﻫﻴﻢ ﻭﺁﺳﻌﺔ ..
ﻓﺄﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﻌﺂﺭﻓﺂ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺨﺂﺹ ﻭﺣﻔﻆ ﺃﺳﻤﺂﺀ ﻭﺃﺑﺘﺴﺂﻣﺂﺕ ﻭﺯﻳﺂﺭﺍﺕ ﻭﺭﻭﺍﻳﺂﺕ ﻳﺘﺒﺂﺩﻟﻬﺂ ﺍﻷﻓﺮﺁﺩ ﻓﻴﻤﺂ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻓﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺪﺁﻗﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻪ , ﻫﻲ ﺗﻶﺣﻢ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﻪ ﻭﺁﺣﺪﻩ ..
ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻓﻜﺮﺁ ﻭﺁﺣﺪﺍً ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن احد ليقيم الصداقة تقييماً دقيقاً رغم علاقاتنا المتعددة عند بعضنا التي نقيمها مع زملاء العمل او بمعنى ادق الأشخاص الذين فرضوا علينا من أول ايام حياتنا في المدرسة او الجامعة او العمل او غيرها من قطاعات المجتمع الواسعة، اي اننا نخوض مع اشخاص دون ان نقيمهم غالباً ان كانوا فعلاً اصدقاء لنا ام انهم زملاء ما إن ينتهي دوامنا معهم نغلق الأحاديث ونتركهم ونغادر، أحياناً نرتاح لبعض منهم قد ندعوهم لمكان ما نذهب ونقضي الاوقات معهم وتستمر الصداقة وان اسميناها صداقة تجاوزاً فهي في اكثر الاوقات وتعدد العلاقات لم تنضج لتصبح صداقة انها ماشئت... لكنها ليست بالصداقة إطلاقاً قيل عن الصداقة الكثير... قد نأتي بذكر ماقيل لاحقاً لكنني في يوم من الأيام وفي عُمر الشباب دخلت بصداقة علمتني انني لم اعرف صديقاً طوال طفولتي ويفوعتي واول شبابي...
ليس لأن ذلك الصديق الجديد الذي ساحدثكم عنه هو ملاك او لا ينقصه اي شيئ بل لأنه اختارني... ببساطة لم يضع اي عقبات او ان كرامته لم تسمح له بأن يتكلم بما يكنه بقلبه تجاهي...
كنا في المعسكر نتدرب وبعد انتهاء كل تدريب اراه فأقول في نفسي كل من حولي يمكن ان يكون احدهم صديقي إلا هذا... لكن الصدف كانت تجمعنا فأضطر أحياناً لفتح حديث معه...بعد إحدى الاحاديث اعجبت به بل الأهم من ذلك انني شعرت بشعور غريب تجاهه عاملته وكأنني اعرفه منذ سنوات واخبرته انني اشعر اني اعرفك منذ زمن...وبادلني نفس الاحساس، تخيلوا اننا تحدثنا من اول لقاء عن اسرارنا ومشاكلنا، بعد ذلك اللقاء لم نلتقي انتظرت ان ينده لي وانتظرني ان انده له لكننا لم نفعل ذلك... بدأ الشجار ينشئ بيني وبينه وتملكني الكره الذي اصبحت أكنه له جعلني اتلافى ان تقع عيني بعينه... بعد فترة تغير كل شيء فجأة اصبحت اراه بغير الصورة التي كنت اراه فيها، بدأت اتعرف عليه من جديد إلا انه كان قد اخذ موقفاً مسبقاً مني نتيجة كلماتي اللاذعة له، ماجعلني أغير تصرفاتي معه واستوعبه مجدداً، تفاجئت من كمية الأدوية التي يحملها معه ويأخذها في موعدها دون انقطاع عنها... اصابني الفضول ان اعرف مابه اخذت احدى علب الأدوية التي معه لأعرف ماهي فغضب واصبح يشدها من يدي واشدها انا محاولاً ان اقرأ على العلبة لأي مرض يعطى ذلك الدواء ولماذا أصر منعي عن معرفة ماهية الدواء الذي يأخذه... ادركت عندها ان هذه الطريقة لن تنجح معه علي اتباع أسلوب آخر لأعرف مايخفيه ذلك الشاب الوسيم صاحب العيون الشهل داخل ذاته ونفسه ولما ينطوي على نفسه ويكثر النوم في اوقات الفراغ ويغضب بشدة عندما لايستحق الأمر كل ذلك الغضب ويقضي أوقات استيقاظه وهو يسهو بشيء ما...اخذت على نفسي تجربة كل ماقرأته عن التأثير بالآخرين والانتقال بالناس نحو طريق التفائل والإيجابية وأردت ان اجرب قدراتي في التأثير في عقول وقلوب من اريد من  الناس وكان هو اولهم بدأت اتحدث له عن نفسي بإختصار واصمت قبل ان انهي اي قصة او موضوع أتركه وامضي تاركاً الفضول يأكل لبه ... سأكمل لكم لاحقاً، يقول د.إبراهيم الفقي رحمه الله والذي قرأت له العديد من الكتب:
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﻢ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻙ ﺑﻬﺎ , ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﺴﻤﻮﺍ ﻟﻚ , ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻣﺪﺡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﻫﻢ ﺑﻤﺪﺣﻚ , ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻧﺼﺖ ﻟﻸﺧﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺘﻮﺍ ﺇﻟﻴﻚ , ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻙ . ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ .يتبع....