الجمعة، 21 أكتوبر 2016

خواطر ما قبل النوم

بعد ان اسدل الليل ستاره وخاض ذهني بأفكاره اخذت اطرح على نفسي بعض المتناقضات حيث كنت قد استلقيت آخذاً وضعي على فراشي الذي أخذ هو الآخر انحنائاته من جسدي حيث شعرت بمكان الانخفاض فيه بتأثير ثقلي بوسطه  كل ليلة ولسنوات... اخذت افكر بعد ان جاءتني خيالات العذابى المزعجة احياناً والملحة في كثير من الأحيان كيف لنا ان نهدأ ونشعر بالإستقرار النفسي مادامت نفسنا البشرية تجمع بين متناقضين!!صمت قليلاً بعد سماعي لصوت قذيفة سقطت، أخذت احلل مكان سقوطها وقربها وهل من الممكن ان تكون قد اصابت احد؟؟ بعدها نظرت الى الساعة وإذ بها الثانية بعد منتصف الليل...كيف لحروبنا ان تنتهي ونحن نمتلك ديناً يحارب كل ماوصلت إليه البشرية من انحطاط أخلاقي حيواني وعبودية جديدة بطرق حديثة قيدت او استعبدت ليس فقط أفراداً بل شعوباً ودول؟
كيف لنا أن نجمع بين إسلامنا ومايريده لنا في حياتنا وماتريده القوانين الوضعية والأنظمة الإلحادية
كيف لنا أن نعتبر انفسنا مؤمنين ولم يبلغ الإيمان حناجرنا؟
كيف لنا أن نكون مسلمين ونحن نقتل بعضنا بعضاً بإسم الدين بعد ان اختلفنا وتفرقنا وذهبت ريحنا والرسول قد وصانا بآخر خطبة له أن لا نعود من بعده كفاراً يضرب بعضنا رقاب بعض
كيف لنا ونحن نميز بعضنا البعض بتفصيلات جاهلية والرسول الأكرم قد قال لنا {يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد،ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى }
لم يفكر بعض الناس ويستشعر من هدف الله عزوجل من رسالته الأخيرة للبشرية بعد رسالة عيسى أن الله في هذه المرة أراد ان يعلم البشرية عن طريق رسوله الجديد محمد كيف سيدير المؤمنون حياتهم ويستثمرون بكل شيئ يعملونه من طلب العلم وتربية الأولاد والتعامل مع النساء وبناء الدولة في ميزان اعمالهم في الشق التعاملي من العبادة بعد الشعائر المفروضة يدخرونه ليوم الحساب بعد ان تطوى الصحف ويأتي كل فرد ماثلاً امام اعماله يسأله ربه عن عمره فيما افناه...

كانت الأفكار والتساؤلات تنهمر اكثر فأكثر على ذهني ادخل لعناوين فتنسدل لي قوائم لا حصر لها... لكن موقفاً هائلاً جائني ذكرني بأنه سيأتي علي يوم انطفأ وتطوى صفحتي دعاني بعد قشعريرة مرت بجسمي بطوله وعرضه لأن اقوم واتوضأ لأصلي ركعتين علَّه عزوجل يرضى علي ويكرمني برضاه وعفوه.

الاثنين، 23 مايو 2016

أرنا الحق... حقاً

ماذا افعل إذا كنت بعيداً عن الأرض التي تعيشون فيها الأرض التي تختلفون عليها
ماذا افعل إذا كنت أجول بين السدم الكونية انتقل فوق الكواكب وأشاهد روعة الخالق
فلا تلوموني ولو رأيتم جسدي بينكم ولو رأيتموني أجلس بقربكم أو في مجلسكم فهذا لا يعني أني أشغل فكري بأحاديثكم التي غالباً لا تسمن ولا تغني من جوع
هذا لا اسميه زهداً... بل هذا مايجب أن نكون عليه ونحن نرى مايجري حولنا من تداخل القضايا، هذا ما يجب أن نكون عليه ونحن نفعل ببعضنا البعض مانفعل، علَّ الله يدلنا ويرشدنا للطريق السليم علَّ الله يوحد صفوفنا لنسير على طريق النهوض الذي اقترب
قرأت أن للكون عقل باطني وأن لكل شخص منا لديه منطقة تدعى اللاشعور والتي إن استطعنا تفعيلها تصلنا بالعقل الكوني الإلهي إن صحت تسميته والذي سنستمد النور منه والهداية والذي سيصب قدراتنا في طريق واحد
وينفض عنا غبار الثبات الذي تراكم فوقنا بمرور العقود وأبعدنا عن الحق وغير معرفتنا بوجودنا وغاية وجودنا وما علينا فعله على هذه الأرض.
كل منا يدعي انه يعرف الحقيقة وبعض منا يأتي بشواهد وعبارات ما أنزل الله بها من سلطان وكل مايخالف مايقولونه يكون باطلاً، قيل عني اني لا أشهد زوراً ولا اعرف حقاً ولا باطلاً
كيف بي اتكلم الحق وانتم لا تقبلونه، قد لا اكون محقاً لكنكم مادمتم لاتقبلون مايخالف رأيكم إذاً الصمت افضل لي ولكم،والحق سيظهر معكم او بدونكم سيظهر لا محالة، سيظهره الله شاء من شاء وأبى من أبى.
الله عزوجل لا يقف مع شخص ما دون الآخر لايكون لجماعة دون الأخرى... الله ليس لأحد... الله هو الحق... الحق الذي لا يخدم مصالح بعض الناس الدنيويين الدنيئين.
الصحابة رضوان الله عليهم كانوا قمم البشر وفيهم سيد البشر، في بدر افتقروا فانتصروا {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة}
اما يوم حنين {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين}
هم نفسهم والنبي معهم في مكان نصرهم الله فيه ومكان آخر تخلى عنهم، فالله قد يكون معنا عندما نغير ما بأنفسنا أما عندما ننكس العهد وتحيد قلوبنا ونوايانا عن الحق عزوجل سيتركنا لأنفسنا.
النصر لايخص أحداً، النصر لمن حسنت نواياهم وطهرت قلوبهم ، النصر لمن رضي الله عنهم إذ قال:{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً }

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

عرس مدينتي 2

خرجت من باب المنزل لأرى اشخاص يجاورونا في بناء آخر قد دخلوا بناءنا ليحموا انفسهم من شظايا القذائف التي قد ترتد اليهم لعدم قدرتهم الإكمال لأبنيتهم وبيوتهم
وقعت قذيفة اخرى وقال من دخل مجدداً الينا انها اصابت المسجد الذي في حارتنا، ثم سقطت الثالثة ولم اعرف بوقتها اين وقعت إلا انها كانت الأبعد، كل ماكنا نخشاه ان يكون أحد قد اصيب بأذى... رأيت بعض الأطفال يبكون ويملؤون البناء بأصوات بكائهم، عدت للمنزل ونظرت لأخوتي وهم يقاربونهم بالعمر لكني لم أرهم يبكون او يعبرون عن شيئ سوى الصمت... صمتهم الذي قد يختصر الكثير من الحقيقة
اخرجت هاتفي المحمول وشغلت درساً صوتياً دينياً مليئاً بالعبر والحكم الالهية علني ادخل الطمأنينة لقلوبهم، اطمئن قلبي لحديث الشيخ الذي كان يحكي واقع المسلمين وهو واقع يحاكي واقعنا في هذا البلد الطيب، رغم انه لم يمر اكثر من ساعتين من حضوري لخطبة الجمعة لكنها لم تكن بالمستوى الذي ننشده من علمائنا وخطباء مساجدنا
بعدها بقليل تفاجئت بأصوات زغاريد النساء، تساءلت في نفسي لما يزغردن تلكم النسوة، إلا ان امي وأحد اخوتي ردوا على تساءلي بأنه عرس فلان على فلانة فتبسمت... بعد مضي النصف ساعة واكثر بقليل قررنا النهوض من مكاننا هذا والعودة لغرفة الجلوس التي تعد الأخطر عند سقوط القذائف، نظرت من الشرفة ورأيت الشوارع تغص بالمارة وكأن شيئاً لم يحدث، رأيت كذلك اشخاصاً ينظفون مخلفات ماتخرب ويصلحون ما يمكن إصلاحه، سمعت بعدها منادياً ينادي بالناس رجالاً ونساءً لتنظيف المسجد مما لحق به نتيجة القذائف.
يحكي احد الأخوة الكرام "تضرب منطقتنا كثيراً بقذائف عشوائية إلا ان مسجدنا أصيب مرات عدة وكأن الله يفتدي ببيته عن بيوت عباده والتي تلاصق المسجد " والله أشعر بدني لقوله هذا وفعلاً يحدث ذلك...
لم يترك الناس بيت الله "المسجد" بما حل به فاجتمعوا رجالاً ونساءً واطفالاً ينظفون ها هنا ويصلحون هناك بجوٍ من التعاون والفرح، فرحة تملئ قلوبهم عند إتمامهم لجزء من المهمة.
اخذت شهيقاً عميقاً مستنشقاً هواءً رطباً وامتلئ قلبي إيماناً ويقيناً مما شاهدته، إيماناً بأن الله ابتلانا ليطهرنا ويعيد ربط نفوسنا به وليصحح مسار اعمالنا ويذكرنا بحكمة وجودنا وغايتها، ويقيناً بحكمة الله التي لا تجاريها حكمة ولاتعلو عليها إرادة انه عزو جل سيعوضنا عن صبرنا (( ﻭَﻟَﻨَﺠْﺰِﻳَﻦَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺻَﺒَﺮُﻭﺍ ﺃَﺟْﺮَﻫُﻢْ ﺑِﺄَﺣْﺴَﻦِ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥ َ))  وخوفنا وعملنا فرجاً وجزاءً ((ﻭَﻟَﻨَﺒْﻠُﻮَﻧَّﻜُﻢْ ﺑِﺸَﻲْﺀٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﻮْﻑِ ﻭَﺍﻟْﺠُﻮﻉِ ﻭَﻧَﻘْﺺٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺄَﻣْﻮَﺍﻝِ ﻭَﺍﻟْﺄَﻧْﻔُﺲِ ﻭَﺍﻟﺜَّﻤَﺮَﺍﺕِ ﻭَﺑَﺸِّﺮِ ﺍﻟﺼَّﺎﺑِﺮِﻳﻦَ 💠 ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﺻَﺎﺑَﺘْﻬُﻢْ ﻣُﺼِﻴﺒَﺔٌ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺇِﻧَّﺎ ﻟِﻠَّﻪِ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺭَﺍﺟِﻌُﻮﻥَ 💠 ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺻَﻠَﻮَﺍﺕٌ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔٌ ﻭَﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤُﻬْﺘَﺪُﻭﻥَ))

عرس مدينتي 1

لم اعرف ان ثمة عرسٌ سيقام بعد لحظات... إلا انني واثناء جلوسي في غرفة الجلوس اتناول مع والدتي واخوتي بعض الأحاديث نتناقش وتخبرني بالاحداث التي جرت بغيابي، اسألها وتسألني وإذ بصوت قوي وضغط انفجار وقع بالقرب من منزلنا الطابقي هز ارجاء المعمورة،كان اول ما جريت نحوه بعد استيعابي لما حدث هي اختي الصغيرة"بشرى" 'التي لم تتجاوز الربيع الثالث من عمرها والتي فتحت عيناها على حرب تقع في بلادها' إلا ان امي كانت السباقة في حملها والنهوض بها رغم الصعوبة التي لاحظتها عليها خلال ثوان معدودة جراء الخوف الذي تمكن منها وخدر اطرافها
جمعنا بعضنا خلال ثوانٍ لمكان قد يكون الأأمن في المنزل كله... كانت تتمتم امي لي: لا تقلق لقد اعتدنا على ذلك
بدأت دعواتها لله على من يحولون حياتنا لجحيم وأرد عليها قائلاً :توكلي على الله، ولا تخشي شيئ(( ﻗُﻞ ﻟَّﻦ ﻳُﺼِﻴﺒَﻨَﺎ ﺇِﻻَّ ﻣَﺎ ﻛَﺘَﺐَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻨَﺎ ﻫُﻮَ ﻣَﻮْﻻﻧَﺎ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻠْﻴَﺘَﻮَﻛَّﻞِ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥ)) 
حسبي الله ونعم الوكيل 💠فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء💠

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

لن أحنيَّ في يوم ظهري

_ في كل يوم يمضي من عمرنا...ينفذ بنا ما لا نريده ان يحصل مالا نتمناه مطلقاً ولا نرضاه ابداً، يفعل فينا ماهو ليس لصالحنا ولا حتى لصالحهم كما يتبين في آخر الأمر ... لكن من اجل ماذا لا اعرف، كل الناس تتفق على العدل والنماء والتقدم والازدهار، إلا ان هذا لا يرضي من يحبون الاستعلاء في الأرض
ولأجل تحقيق مايريده القلة عليهم مواجهة الكثرة، الكثير من الفقراء الضعفاء،منهم المتعلمين، المثقفين، اصحاب الادمغة والمهمشين الذين يملكون الحق بأن يعيشوا حياة كريمة وآمنة، ان يمارسوا مايهونه بحرية ان يحكموا أنفسهم ان يختارو من يحكمهم هنا يحصل الشرخ ويتخبط كل المتكبرين من البشر على إخوانهم من بقية البشر هنا يكون الحل الوحيد بالنسبة للطرفين الطرف المتكبر عليه بزرع الفتنة وضرب الوحدة التي تجمع الفقراء المثقفين والعمال وغيرهم لأنهم يشكلون خطراً بإتحادهم عليهم ، اما الطرف المستضعف فعليه ان يتحمل فوق فقره وحاجته حاجات أخرى اكبر سيحرم منها لتحقيق مايصبو إليه وهنا تبدأ الكارثة، تحت سقف المعارك يستطيع من يريد  من خارجهما ان يطلق رصاصة على من شاء منهم دون ان يكتشف احد الطرفين المتخاصمين أمر مطلقها، فأهداف الطرفين اصبحت محدودة للغاية اصبح كل منهم يرى عدواً واحداً فقط وهو الآخر اصبح هدفهم واحد وهو ان يقضي احدهما على الآخر مهما كلف الأمر من اطفال ونساء وشيوخ مهما كان الثمن غالياً،  يذهب المفكرون والمثقفون تحت وطأة نيرانهم يذهب النخب دون عودة يذهب من عليهم يسمو الوطن ويتحسن حال الجميع، من اجل ماذا...؟ من اجل ان يصبح الذي كان مستضعفاً متكبراً لا قلب ولا دين له كما لم نعهده، وان يذهب المتكبر القديم ليحل ذاك الجديد محله

{ﻣِﻦْ ﺃَﺟْﻞِ ﺫَﻟِﻚَ ﻛَﺘَﺒْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻨِﻲ ﺇِﺳْﺮَﺍﺋِﻴﻞَ ﺃَﻧَّﻪُ ﻣَﻦْ ﻗَﺘَﻞَ ﻧَﻔْﺴًﺎ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻧَﻔْﺲٍ ﺃَﻭْ ﻓَﺴَﺎﺩٍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻓَﻜَﺄَﻧَّﻤَﺎ ﻗَﺘَﻞَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﺣْﻴَﺎﻫَﺎ ﻓَﻜَﺄَﻧَّﻤَﺎ ﺃَﺣْﻴَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ } ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ : 32

_ في الفترة القصيرة والتي غبت فيها عن الكتابة في المدونة، كنت خلالها امارس ما أظنه نوعاً من انواع التأمل بعد كل سطر اقرأه من كتاب يترك أثره بي، صفحة بعد صفحة وجملة بعد أخرى، بعد كل أغنية اسمعها او شعر اقرأه او كذب اتلقاه من سياسيين وإعلاميين وغيرهم اصل لحالة حتى الآن ومع محاولاتي  التعبير عنها إلا انني اعجز.

_ ابدأ بالكتابة فتأتيني أهوال ما يحدث على هذه الأمة التي ميزها الله بأنها خير أمة أخرجت للناس

{ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺧَﻴْﺮَ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺃُﺧْﺮِﺟَﺖْ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺗَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﺗَﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨﻜَﺮِ ﻭَﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠّﻪ}

وما نمر به نحن، ما امر به انا مثلاً، كثيراً ممن يقرؤون الآن ما كتبته يظنني اعيش مثله... أقصد انني انام على سرير مثله واتناول ثلاث وجبات يومياً مع عائلتي وأخرج في عطلة نهاية الأسبوع للتنزه مع عائلتي او اصدقائي، والله هذا من أمنياتي

_ اتندم احياناً على لحظات فوتها على نفسي... كأن اعترف لفتاة اني أحبها... فقط ان اقول لها تلك الكلمة لا اكثر من ذلك
_ اتندم على عمل عرض علي ولم اقبل به... اظن اليوم لو اني وافقت لكان وضعي افضل حينها...
_ اتندم لرفضي طلب احد اصدقائي ان نخرج لقضاء بعض الوقت في المتنزهات في أجواء الربيع حيث يكون الطقس مشمساً ودافئاً بعض الشيئ، لكن الندم اليوم لن يفيدني شيئاً...
_ لو اعود فقط للوراء وأُعطى ساعة من الوقت حينئذ سأقضي كل ما اتندم عليه الآن.
_ طبعاً لا ادعوكم لتندموا على مافاتكم لأن الندم لن يفيدكم كما لم يفيدني بشيئ، بل بأن لا تفوتوا عليكم الفرص التي تأتيكم
اعترفوا بحبكم لأحد تحبونه ...
وافقوا على عمل ما ولو شعرتم بمغامرة فيه، فقط وافقوا وسيكون كل شيء على مايرام بعدها
_ لا ترفضوا دعوة احد لكم للخروج بحجة الإنشغال بأي شيئ يكن، استفيدوا بقضاء الأوقات معهم فقد يمر يوم ما لن تروهم فيه سيركبون البحر او البر او الجو ويغادروكم لأسبابهم الخاصة دون ان يتركوا وقتاً كافياً لأن تودعوهم
_ لا تنتظروا تغيراً على حالكم مادمتم تربطون حياتكم بأمور قد لا تحدث او لا تأتي، افعلوا كل مابوسعكم فعله وسيأتي ماتريدونه لاحقاً وقد يأتي وترون انه لم يعد يجدي نفعاً... ستبتسمون وقتها، ستزداد ثقتكم بوعد الله لكم
{ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺎﺏَ ﻟَﻬُﻢْ ﺭَﺑُّﻬُﻢْ ﺃَﻧِّﻲ ﻻَ ﺃُﺿِﻴﻊُ ﻋَﻤَﻞَ ﻋَﺎﻣِﻞٍ ﻣِّﻨﻜُﻢ ﻣِّﻦ ﺫَﻛَﺮٍ ﺃَﻭْ ﺃُﻧﺜَﻰ ﺑَﻌْﻀُﻜُﻢ ﻣِّﻦ ﺑَﻌْﺾ}
_ الإسلام... الإسلام عظيم، لقد اعطاني القوة... الثقة... الأمل... الحب... جعلني اعمل واستمر بالعمل لمستقبل لا أراه حقاً ووعدني بأجر يرضيني، اصبحت افكر بالمستقبل في حياتي ولآخرتي، اصبحت الحياة مستقبل قريب والآخرة مستقبل بعيد بالنسبة لي، ان اعمل لهدف سامي في الحياة... ان احب في الله واعمل الصالحات في سبيله، ان أصلي لله، ان اشعر بقيمة النعمة وأحمد الله عليها دائماً وابداً.
_ عندما نضحك بشدة او نحلم او نتعانق او عندما نبكي او عند الخشوع نغمض أعيننا هل تعرفون لماذا؟ لأن اجمل مافي "الحياة " لن نراه بأعيننا بل سنشعر فيه بقلوبنا

الاثنين، 8 فبراير 2016

ثمرة القدر

يتقابل معها بظروف قاسية... لم يكن حينها يفكر بأن يعجب بفتاة ويتقدم لها ليكمل نصف دينه ويتزوج... لأنه وبمرور السنين العصيبة التي مرت عليه جعلته لا يرى سوى الهدف الذي قد وضعه نصب عينيه، كان زخمه شديداً لما يطمح له فالمسألة اصبحت بالنسبة له معركة وجود... معركة أن يكون او لا يكون...
لقد ضحى بسنوات من عمره وفيها الأيام والساعات وهو يفكر ويعمل ويجتهد... يتلقى الدروس القاسية
يظلم ويهان ويذل... يجوع ويبرد أو يسجن ويضرب، تمر عليه أيام يظن فيها بأن الموت قاب قوسين أو أدنى منه فالمعارك وساحات القتال تملئ بلاده... والظلم والقهر بجواره،لكن... كل ذلك وأكثر لم يغير إرادته في الحياة، أخلاقه التي اكتسبها من النور الذي قذفه الله في قلبه بعد سنين من الظلمة...بعد أن تخلى عنه الجميع وتركوه يواجه مصيره الذي اختاره له ربه، ولا إرادة فوق إرادة الله أكسبته ثباتاً بمواقفه، بإرادته،صموده وصبره... أصبح الإجتهاد لديه عادة والصبر بالنسبة له عبادة
يذرف الدموع قبل نومه رجاءً وخوفاً من ربه
{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً }
عساه يعطف عليه ويغفر له وان لا يضيع تعبه
{ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻀﻴﻊ ﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻤﻼ }

وتأتي لحظة قطف ثمار ما عمل في الدنيا أولاً...
يقول: لقد دخلت حياتي فجأة دون أن اشعر أنها قد تكون يوماً ما حبيبتي
كنت اقوم بمساعدتها ببعض الأمور التي تعجز القيام بها في العمل ولم تكن نيتي تجاهها سوى اني اعمل لمساعدة الآخرين بما استطيعه.
استمرت توقظني من افكاري واحلامي التي تراودني وترافقني في كل مكان امضي إليه... حتى نجحت
نجحت هي بعد أن نجحت أنا وقطفت أول ثمرة من زرعي الطويل والمضني، كنت قد امسكت بأول ثمرة... بأول حصاد لي... كانت أمامي نظرت لها ولأول مرة اشعر بذلك الشعور تجاهها... لحظتها احسست بأنها الحصاد كله...
بل كل الحصاد يدور في فلكها، لأن ما سأبنيه اليوم سيكون لي ولها
لا استطيع وصف تلك اللحظة وقد اعجز عن حساب الوقت الذي استغرقته تلك اللحظة...
لكن الذي استطيعه الآن... هو إعادة ♻ مامر علي وكأنه شريط فيديو 📹 يختصر أياماً وشهوراً وسنوات بلحظات ،لأسجل شريطاً آخر برفقة شريكة حياتي إلى الأبـــــــــــــد 👋

السبت، 23 يناير 2016

في الحافلة إلى حلب 3

مرت الساعات مسرعة وحان موعد اللقاء... لقائي بطريق كنت اسلكه ذهاباً إياباً يائساً من مستقبلي وواقعي، لكن الطريق لم يعد كما كان سابقاً، لقد تغيرت كل ملامحه علي عدا إسمه بقي على حاله.
نزلت من الحافلة وبدأت زخات المطر تنزل علي لتغسل عني كل ماعلق بي من غبار المناطق الأخرى ومعها سمعت طلقات البنادق المتبادلة دون ان ألحظ أي خشية من المارة الذين يسلكون كلٌ في طريقه، لقد اعتادوا تلك الأصوات كما تبين لي وصدقوا وآمنوا بأن لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم وآمنت وصدقت معهم وسلكت طريقي الأخيرة إلى منزلي...

أشعلت سيكارة عانيت حتى احمر طرفها القابل للإشتعال نتيجة زخات المطر التي كانت تطفؤها كلما بدا لي انها اشتعلت.
اشتقت إليكي ياحلب ☀... يابلدي... اشتقت لشوارعكي...لأزقتكِ القديمة...لخاناتكِ... لأسواقكِ... لأهلك الطيبين... لرائحة عبق التاريخ الذي يغرق معالمكِ القديمة، لنهضة عمرانك ومصانعكِ التي غدت ملاذاً للحيوانات الشاردة بعد ان سرقت ودُمِرَت، حتى سكانك... كأنهم كبروا مئة عام في غضون بضعة سنوات مضت منذ بدء الأحداث.
اشعلت سيكارة أبت ان يستمر جمرها ظناً من نسمات حلبَ الشتوية انني غريب أحاول إشعال فتنة او شيء ما قد يضر سكانها ومحبيها فرميتها على أرضها وقبل ان ادوس عليها أُخمدت واختفى دُخانها.

الخميس، 21 يناير 2016

في الحافلة إلى حلب 2

كنت ارتدي بزتي العسكرية واحمل كيساً وضعت فيه أغراضي الشخصية من فرشاة أسنان وعطر ومعجون وشامبو وصابون وليف، وفي جيب سترتي وضعت جزداني ذو اللون الأحمر وبداخله بعض من الوريقات التي لا تفيدني كثيراً وبعض مابقي من راتبي لهذا الشهر، وفي جيب البنطال وضعت هاتفي المحمول من نوع Sony والذي يحوي صور عائلتي ومحادثاتي معهم طوال غيابي عنهم وعن مدينتي والتي اكتشفت مؤخراً عشقي الدفين لها بعيد الأزمة والحرب وغيابي الطويل عنها.
مع طول الطريق وصعوبته لم أشعر قط به، فذهني مشغول لما ستكون به حالتي عندما أدخل ولأول مرة إلى مدينتي في ظل ما حصل بها من دمار ويحصل كل يوم نتيجة المعارك التي تنشب كل فترة بين طرفي النزاع
اذكر من سنوات عندما كنت اذهب لصلاة الجمعة في مسجد حينا كان إمام وخطيب المسجد في احد الخطب يتحدث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يودع مكة وتعلق قلبه صلوات الله عليه بمدينته
بكى محمد وهو يودع مكة، بكى وهو يشيع أيام طفولته وذكريات شبابه وأهله وعشيرته بكى وهو يشعر بمرارة وغصة كان عليه وحده تحملها ليجنب اتباعه من المؤمنين برسالته القسوة التي يلاقونها من كفار مكة، كان يتمنى البقاء مثلما تمنى لعشيرته الإيمان بالله وتصديق رسالته، بكى وهو يلقي نظرة أخيرة على كل بقعة عاش فيها لحظات طفولته وصباه (والله لولا أهلك اخرجوني ماخرجت منك أبداً).... يتبع

في الحافلة إلى حلب

بعد غياب طويل عن منزلي،حارتي،مدينتي الحبيبة حلب باتت كل ذكرياتي التي مضى عليها الكثير من الأيام والشهور معلقة فيها تنتظر عودتي كي أراها لتأكد تاريخي ووجودي على أرض هذه المدينة التي ذاقت وتذوق كل يوم طعم الموت.
مضى الكثير بعد ان تجاوزت مرحلة الإشتياق ودخلت بحالة الإستسلام للواقع بأنني لن أعود وأرى حلب مجدداً... كنت اقول في نفسي "يوماً ما ستفرج" لكن دون اليقين التام بذلك ليس ضعف إيمان وثقة بالله بل يأس وخذلان  الكثيرين من الناس الذين أعرفهم وغيرهم
في تلك الأزمة التي كشفت الأقنعة عن وجوه الكثيرين، بت لا تعرف الصديق من العدو، الأخ من الغريب، الوفي من الخائن حتى تغربلت الناس لتطفو الطبقة المخلصة فوقهم
جاء اليوم الذي ركبت حافلة استقليتها من احد الحواجز على الطريق، رفض معاون السائق ان يقلني معه بسبب إكتمال العدد إلا انني أصريت عليه الركوب معه ولو بقيت واقفاً دون مقعد... قلت له وبصوت سمعه الركاب " اريد ان اصل لحلب اليوم لم اعد احتمل غيابي سنوات عنها،ارجوك...سأعطيك ماتريده "
تعاطف معي السائق ومعاونه وسمحوا لي بمرافقتهم واجلسني المعاون بجانبه على مقعده الخاص
كان الطريق حينها من ادلب إلى حلب يشوبه بعض الخشية من حصول طارئ ما لا سمح الله فوضع البلاد معروف لدى الكثيرين منكم
كانت الطريق طويلة ليس من بعد المدينتين عن بعضهما بل لإنقطاع السبل، فالطرقات معظمها يسيطر عليها متمردون... لن اقول عنهم إرهابيون لعدم فهمي لهذا المصطلح بعد، والذي لا يطلق إلا لأعمال العنف من قبل مسلمين فقط أما باقي الإرهابيين من غير المسلمين فلا يطلق عليهم ذلك المصطلح رغم قيامهم بأعمال عنف بشكل يومي من اغتصاب وقتل وتخريب كما يشيرونه بدراساتهم المجتمعية.... يتبع