الاثنين، 8 فبراير 2016

ثمرة القدر

يتقابل معها بظروف قاسية... لم يكن حينها يفكر بأن يعجب بفتاة ويتقدم لها ليكمل نصف دينه ويتزوج... لأنه وبمرور السنين العصيبة التي مرت عليه جعلته لا يرى سوى الهدف الذي قد وضعه نصب عينيه، كان زخمه شديداً لما يطمح له فالمسألة اصبحت بالنسبة له معركة وجود... معركة أن يكون او لا يكون...
لقد ضحى بسنوات من عمره وفيها الأيام والساعات وهو يفكر ويعمل ويجتهد... يتلقى الدروس القاسية
يظلم ويهان ويذل... يجوع ويبرد أو يسجن ويضرب، تمر عليه أيام يظن فيها بأن الموت قاب قوسين أو أدنى منه فالمعارك وساحات القتال تملئ بلاده... والظلم والقهر بجواره،لكن... كل ذلك وأكثر لم يغير إرادته في الحياة، أخلاقه التي اكتسبها من النور الذي قذفه الله في قلبه بعد سنين من الظلمة...بعد أن تخلى عنه الجميع وتركوه يواجه مصيره الذي اختاره له ربه، ولا إرادة فوق إرادة الله أكسبته ثباتاً بمواقفه، بإرادته،صموده وصبره... أصبح الإجتهاد لديه عادة والصبر بالنسبة له عبادة
يذرف الدموع قبل نومه رجاءً وخوفاً من ربه
{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً }
عساه يعطف عليه ويغفر له وان لا يضيع تعبه
{ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻀﻴﻊ ﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻤﻼ }

وتأتي لحظة قطف ثمار ما عمل في الدنيا أولاً...
يقول: لقد دخلت حياتي فجأة دون أن اشعر أنها قد تكون يوماً ما حبيبتي
كنت اقوم بمساعدتها ببعض الأمور التي تعجز القيام بها في العمل ولم تكن نيتي تجاهها سوى اني اعمل لمساعدة الآخرين بما استطيعه.
استمرت توقظني من افكاري واحلامي التي تراودني وترافقني في كل مكان امضي إليه... حتى نجحت
نجحت هي بعد أن نجحت أنا وقطفت أول ثمرة من زرعي الطويل والمضني، كنت قد امسكت بأول ثمرة... بأول حصاد لي... كانت أمامي نظرت لها ولأول مرة اشعر بذلك الشعور تجاهها... لحظتها احسست بأنها الحصاد كله...
بل كل الحصاد يدور في فلكها، لأن ما سأبنيه اليوم سيكون لي ولها
لا استطيع وصف تلك اللحظة وقد اعجز عن حساب الوقت الذي استغرقته تلك اللحظة...
لكن الذي استطيعه الآن... هو إعادة ♻ مامر علي وكأنه شريط فيديو 📹 يختصر أياماً وشهوراً وسنوات بلحظات ،لأسجل شريطاً آخر برفقة شريكة حياتي إلى الأبـــــــــــــد 👋

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق