الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

محمد (1)

في ﻓﻲ 30 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ
2005 ﻗﺎﻣﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻳﻮﻻﻧﺪﺱ ﺑﻮﺳﺘﻦ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ " ﻭﺟﻪ ﻣﺤﻤﺪ " ، ﻭﻧﺸﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ 12 ﺭﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻣﺤﻤﺪ
في ذلك التاريخ كنت قد بلغت من العمر الرابعة عشرة من عمري، وتلقيت ذلك الخبر المزلزل بالنسبة لنا كمسلمين لرمز ديانتنا محمد صلى الله عليه وسلم، سألت نفسي وقتها ماذا ترانا فاعلين لاستهزاء الغرب بديننا ورموزنا ونحن الذين لا نجرأ ان نسخر من اي نبي ارسله ربنا عزوجل للبشرية
بدأت اشعر بنشاط انتقامي بعد ان ضجت مواقع الإنترنت بخبر إساءة هذا النبي الكريم كان رد الصحيفة ومن يحذو حذوها " ان الرسوم هي تعبير عن حرية الرأي"إلا ان العالم بأسره قد سكت لعدة إساءات من هذا النوع او غيره حتى أيقن العالم الإسلامي ان الغرض من كل ذلك هو استفزاز المسلمين لمعرفة ردة الفعل

((ﺇﻻ ﺗﻨﺼﺮﻭﻩ ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺛﺎﻧﻲ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺇﺫ ﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ))
لأول مرة احس بمسؤولية تقع على عاتقي كوني مسلماً وفرداً من أفراد هذه الأمة، لكن ماكان يشغل بالي اننا وبعد ان نرد على اساءتهم وننتصر لرسول البشرية جمعاء
((ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐَّ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ))
ألا يجب علينا ان نفهم بأن تخلف امتنا وفتور همتها وقلة علمائها وضياع وحدتها واختلاف كلمتها وفتنة أهلها بعضهم يهدر دم بعض وفرقتهم هو السبب الرئيسي في استهزاء الغرب برمز ديننا
الم نلحظ اننا في تلك الحرب الإعلامية وقفنا سوية نتنافس من سيوجع المسيئين اكثر

ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2005
ﻭﺟﻪ ﺳﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ ﻭﻣﺼﺮ
ﻭﺇﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ
ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻙ ﺃﻧﺪﺭﺱ ﻓﻮﻍ ﺭﺍﺳﻤﻮﺳﻦ

29 ﻳﻨﺎﻳﺮ 2006
ﺗﻢ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻧﺎﺑﻠﺲ ﻓﻲ
ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .
ﺷﺠﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﻜﺎﺗﻴﺮﻳﺔ .
ﺃﻋﻄﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻬﻠﺔ 48 ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻠﻨﺮﻭﻳﺠﻴﻴﻦ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ .
ﺃﻋﻄﺖ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻣﻬﻠﺔ 72 ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻠﻨﺮﻭﻳﺠﻴﻴﻦ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .

26 ﻳﻨﺎﻳﺮ 2006
ﺳﺤﺒﺖ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺳﻔﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻙ ﻟﻠﺘﺸﺎﻭﺭ .
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻮﻥ ﺑﺤﻤﻠﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻛﻴﺔ .
4 فبراير 2006

ﺗﻢ ﺇﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻙ ﻓﻲ
ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻟﺤﻘﺖ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺑﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ ﻭﺗﺸﻴﻠﻲ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺗﻘﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﻨﺎﺋﻲ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺎﺩﺛﺔ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺎﺭﻛﻴﺔ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺳﻮﺭﻳﺎ .
ﺗﻢ ﺇﺿﺮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺮﻭﺝ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻃﺎﻟﺒﺖ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺮﻭﺟﻴﺔ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ
ﺳﻮﺭﻳﺎ .
ﺍﻗﺘﺮﺡ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﺣﻤﺪﻱ ﻧﺠﺎﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ....

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

سردة

عندما خرجت من محيط حياتك... تذكرتك، احسست لأول مرة بأني سأعاني من دونك لكن وقتها لم استطع ان اعبر او افهم ما الذي حدث،لم اكن قد تزوقت طعم الافتقاد بعد، طعم القهر عندما تفتقد حبيبة لا تعرف انك تحبها 
والذي قهرني اكثر انني لم اخرج مابداخلي لأحد او اني لا استطيع ان اقول لها او لغير احد اني احب... او احبها  
عندما كانت المركبة تسير بي وتبتعد عنها ماكان مني سوى ان اجرب ولأول مرة ذرف الدموع على جنبات الطريق من اجل احد كان قلبي قد تعلق به دون دراية مني 
كنت اشعر بإرتياح مع كل دمعة اذرفها وكل شهقة اشهقها وانا امضي ليس بعيدآ لكن دون رجعة .  دون ان يكتشف احد امري 
بقي ذلك التعلق او الحب او لا اعرف ماهو دفيناً داخل صدري يؤلمني متى شاء وفي اي مكان... في اوقات البرد والظلمة في اوقات الخطر... قبل ان اموت بلحظات
يأتي عندما اقول في نفسي إن من يحبني لن يعود ويراني مجدداً.
لحظات الوحدة التي قتلتني في ساعات الليل المتأخرة  ابحث عن  شيئ لأشعله وأقي نفسي البرد القارص لا بل الجارح  وسط بلدة لم تطأها قدماي فيما ما مضى من حياتي
يأتي زميلي لنجلس معاً نضع ابريق الشاي على نار نجحت في اشعالها أخيراً بعد عناء كما نجح العالم في إشعال الفتنة والحرب في بلادي
اشعل اول سيكارة لي مع اول فنجان  من الشاي وانهي بآخر سحبة من سيكارتي كل شعوري الغامض النشوء وذكرياتي التي طويتها منذ زمن بعيد ولم آتي على ذكرها طوال الأيام الماضية

السبت، 24 أكتوبر 2015

زوجتي

انتظر فتاة احلم بها منذ اشهر فقط بعدما أصبحت بعمر قابل فيه للزواج
ابحث او انتظر ان صلح التعبير فأنا لا ابحث حقيقة لذلك انتظر... ماذا انتظر...؟ لا اعلم! لأن الانتظار قد لا يأتي لي بأية نتيجة
انا احلم فقط، هي لا تشغل كل احلامي وأفكاري لكنها معي في وحدتي او عند قيامي ،او قبل ان انام احياناً او في المنام او عندما يسألني شخص يجلس معي لأول مرة
هل انت متزوج...؟ اسأل نفسي ان تزوجت فتاة تلائمني هل ستشاركني همومي، سعادتي، حزني ،حياتي... بكل تفاصيلها، هل ستسعد معي؟
اسأل نفسي...
إنها امانة معي سأرعاها واقدم لها ما استطيع، وعليها ان تصونني وبيتها
ستكون زوجتي طاهرة وعفيفة... لن اكون مع غيرها وسأحمي نفسي من غيرها قبل وبعد ان تأتي وعليها بالمثل
سأقول لها احبك مرتين في اليوم
سأمسح دموعها بطرف اصبعي، ان حصل امر ما ابكاها وسأبعد خصلات شعرها التي سقطت عن وجهها واقبل جبينها
سأمشي معها تحت سقف السماء ماسكاً يدها بقوة...
سأقبل يديها... واشكر الله الذي اهداني إياها.
زوجتي غير كل البنات... غيركم ياتافهات...ياعاهرات...
زوجتي لي... لوحدي، هي لي منذ ان خرجت من رحم أمها
وانا لها منذ ان خلقني الله واحسن خَلقي وخُلقي

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

ذكرى مقنوصة

ابحث عن نفسي عن ذاتي عن ذكرياتي التي لم اعد اجد لها اثراً، لم اعد اجد لها شاهداً يؤكد حدوثها، كيف سأقنع نفسي  بأني كنت يوماً من الأيام طفلاً وعشت أياماً مليئة بالفرح والأمان... كيف سأجزم انه عند هذا المكان  كنت اقف واتناول المأكولات في فصل الصيف بعد ان سحق المكان نتيجة المعارك الدائرة لكن هل فعلاً حدث ذلك أم انني كنت احلم أو اتوهم...
اليوم يضرب احد افراد طفولتي بقناص قرب منزلنا رغم معرفته بخطورة الطريق الذي يسلكه، لم يخطو اكثر من عشر خطوات، كان فيها القناص قد كتم نفسه وبدأ يسدد عليه .... أطلق

مع طلقته تلك وفرحته بإصابة الهدف قد صنع الكثير لأم وأب الهدف الذي اصابه... واخت الهدف الذي اصابه... وزوجة الهدف الذي اصابه... وقد يكون ابن الهدف الذي اصابه 
 عندما كنا صغاراً،كنت أزيده بسنوات قليلة كنا نلعب سوية في الحارة وعلى سطح البناء في الصيف...نلعب ونأكل ونسرح ونمرح... لانعرف سوى الضحك والمزاح كانت ترافقنا اختي والتي هاجرت بعد ان تزوجت كما اخبروني، وحتى الآن  مرت اربع سنوات وهي بعيدة عني ولم اراها منذ ان تشاجرت معها آخر مرة عندما كانت لحيتي تبدأ بالظهور ، كانت صغيرة... لقد كبرت كما شاهدتها بالصور التي ترسلها لي من هاتفها المنخفض الشحن كعادتها.
اليوم هي متزوجة وبعد أشهر قليلة ستصبح أمً وسأصبح خالً لإبنتها 

اسأل نفسي بخلوتي بنفسي هل من شيئ سيبقى لي من طفولتي ، فقدت مايكفي لجعلي حاضرا ًً لا ماضي له، لا تاريخ لي وجدت على هذا الكوكب عندما قررنا ان ندمر بعضنا البعض .
 
لماذا قررت أن لا اسلك ذلك الطريق..؟  هل كان عندي خيارات أخرى
 انا لم اقرر شيئاً، ولم اختر لا طريقاً ولا بلداً ولا حرباً ولا معيشة من الذي اختارهم
من جعلني هنا اليوم... من انا ومن سأكون...
اخبروني... من انا وكيف كنت، أكاد لا اتذكر شيئآ مما حصل معي،استبدلت من ذاكرتي كل الصور الجميلة بصور الدمار والقتل وضاعت ذكرياتي تحت انقاض المنازل المهدمة وغابت احلامي مع ارواح الأبرياء الطاهرة ...

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻟِﻠْﻤَﻼَﺋِﻜَﺔِ ﺇِﻧِّﻲ ﺟَﺎﻋِﻞٌ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺧَﻠِﻴﻔَﺔً ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺃَﺗَﺠْﻌَﻞُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣَﻦ ﻳُﻔْﺴِﺪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﻳَﺴْﻔِﻚُ ﺍﻟﺪِّﻣَﺎﺀ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻧُﺴَﺒِّﺢُ ﺑِﺤَﻤْﺪِﻙَ ﻭَﻧُﻘَﺪِّﺱُ ﻟَﻚَ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﻻَ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ [1]

الخميس، 24 سبتمبر 2015

الحب

الحب ♥
قالت لي :سأقولها لك وافعل ماشئت بعدها ، انا احبك...
قلت لها: سأقولها لك وافعلي بعدها ماشئتي انا  لا اعرف هذا الذي يسمونه حباً ويعترفون لبعضهم به، لكنني اعرف كيف اعبر عن محبتي... ان احترمك كفتاة واحترم مشاعرك ولا اكذب عليكي... ان اكون صادقاً معك مخلصاً لك كصديقة... كإنسانة ان اردتي... ان اقدم لك المساعدة بقدر ما استطيع ان اطلب مساعدتك عندما احتاجها وتكونين قادرة على مساعدتي ان اظهر لك بشكل واضح وشفاف بعيدآ عن التصنع، فأنا لا اتقنه... اعاملك بفطرتي التي فطر الله الناس عليها...
قالت لي: وهذا الذي لم اجده في الكثيرين ممن تعرفت عليهم

قلت لها: إذا لا تعاملينني كمعاملة الذين تعرفتي عليهم من قبلي... وابتعدي عن كلمة الحب التي لا اعرف ماذا يقصدون بها... أريد ان ارى الحب فعلاً... أريده سعادة للناس لا شقاء وعذاب... اريده نماءً وحافزاً للاستمرار في الحياة... اريده رضى للمحب عن حبيبه في نصيبه مهما يكن اريده حباً حقاً لا إمتلاك وانانية

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

الدُخّان

لا اقصد سورة الدخان في القرآن الكريم اتيت لكم بها لأفسرها فنحن بعيدين كل البعد عن العلم بتلك الامور بعد ان ابتعدنا عن ديننا واختلفنا وتشرزمنا واقتتلنا ومازلنا نقتتل

ولا اقصد دخان المصانع الذي كان يخرج من معامل مدينتي المدمرة ،والتي إن رأيت مصنعاً إما مدمر أو انه نهب وبقيت ملامحه فقط

ولا اقصد دخان المدافئ والذي نستخدم لتشغيلها مادة المازوت الذي لم نراه طوال البرد القارص في بلدنا المنكوب

ولا اقصد دخان الحروب الذي يتصاعد في عدة مناطق من بلدي الحبيب والذي انهكته الحرب وانهكت شعبه وهجرته وقسمته  وأكلت من تاريخه وحضارة شعبه مايشبع شعباً بأسره من التاريخ والحضارة

إنه دخان السجائر الذي اعتدت خروجه من انفي وفمي بعد مرحلة شهيقه ... ادخن بشراهة عندما يحتاج الأمر للتفكير المستمر والمعقد وأحياناً ابدأ بالسعال لأن اعداد السجائر لم يتناسب مع احتمال رئتاي وإن إستمرار التفكير يجب ان يتوقف.... لن اجد حلاً لما يحصل ... علي النوم

لا اروج للتدخين فعدد المدخنين في العالم قد بلغ1.3مليار مدخن... لكن هل كلنا نتخذ التدخين مثلما يتخذه الآخرون
يقول لي صديق انني اعشق التدخين ولا اقدر على هجره اكثر من ساعة

أما انا مثلاً فأراه الشيئ الوحيد الذي يدعني استنهض أفكاري ومشاريعي ويجعلني أُجمِّلُ حديثي امام الناس، لا استطيع الخوض في موضوع وانجح في اسلوب عرضه من دون ان اشعل سيجارة واكمل حديثي، قد ابدأ موضوعي بدون سيجارتي لكن ما ان الفت انتباه الحضور حتى امسك بعلبة السجائر ببطء وأستل سيجارة منها والناس تنظر الي بإنتظار ان اشعل سيجارتي وآخذ سحبة منها واكمل حديثي، قد تأخذ العملية تلك مني بعض اللويحظات اكون حينها قد لملمت مفرداتي ولاحظت من عيون جمهوري مالذي يجذبهم من موضوعي هذا كي اركز على مايريدون ان يسمعوه مني.
الى متى سأبقى اتكلم فقط وأضع الحلول بحسب وجهة نظري للمشكلات التي تحيط بنا
كيف لي ان افعل واتحرك وانجز وفي النهاية انجح... واشعل سيجارة بعد ان أنهيت ماكان في الماضي مجرد أفكار وأطفؤها بعيون أعدائي وابتسم...

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

نشأة الصداقة 8

انتظرت اترقب وصول بعض الناجين من عناصرنا واتفقد اسمائهم،لقد وصلت العديد من الدفعات على مدار اسبوعين إلا انه بقي على قائمة المفقودين وهنا تكمن صعوبة الأمر فلا نعرف هل نقيم له عزاء ام ننتظره فقد يعود في يوم ما... لا احد يعرف

نشر تنظيم داعش بعد فترة فيلماً تمثيلياً يحاكي ما جرى أثناء عملية اقتحامه وطريقة قتله لجنودنا والتنكيل بهم مازاد موقفنا ضعفاً من ان يكون نشأت على قيد الحياة فـ "داعش" قد القت القبض على العديد من الجنود وقامت بتصفيتهم بمجزرة جماعية...

جلست احد المرات انظر إلى أين وصلت بنا الأيام، اتذكر انه ارسل لي رسالة يقول لي فيها "انا وانت مابفرقنا حتى الموت لانو بس موت انا بدي اطلب من ربي  يجمعني فيك بالجنة " كانت تلك الرسالة قبل ان يطرأ اي خطر عليه ولم اعرف مالذي دعاه لإرسالها، قد يكون أحس بمصيره فأصر أنه إن لم نجتمع في الدنيا سنجتمع في الآخرة،لكن فعلياً لا احد يعرف مصيره فقد سمعنا اخباراً بعد مرور فترة طويلة ان مجموعة من عناصرنا تختبئ بمنازل المدنيين هناك ونشأت معهم
والآن قد مضى على سماعنا لهذا الخبر حوالي السنة واكثر بقليل....

بذلت المزيد كي انهي تلك القصة، لكن استحضار الشخصية التي اكتب عنها بتواضع وبساطة جعلني استمر بالكتابة واتذكر مواقف لا تنسى منه، صدقوني ان هكذا تجارب انسانية صادقة اؤمن من خلالها سلفاً انها لن تستمر...لأنها خلقت من اجل ان تحكى فقط وما إن تستمر و تبلغ ذروتها حتى تنتهي بحادث لطرف ما قد يصيبه ويختفي من الوجود ليترك اثراً بالطرف الآخر.... لأحكي انا امام الملئ.... امام كل من رآني وقال لي مابك.... امام كل شخص اراد ان نكون اصدقاء وما اكثر الاصدقاء واقلهم صدق ووفاء....ان اسأل نفسي هل ما كان هو حقيقة وهل الشخص الذي كان معي واختفى بظروف غامضة كان موجوداً فعلاً .... سؤال اطرحه على نفسي فأعود لأرشيف الرسائل التي كانت بيننا لأتأكد أنه كان حقيقة واصبح الآن قصة ارويها لكم وأتمنى ان لا اكون قد اطلت عليكم...

"الشعب السوري يستحق الحياة"

الخميس، 27 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 7

اتذكر اننا كنا كل مساء تقريباً نتأمل القمر، كانت عادة فيني منذ الصغر اتأمل النجوم وأعدّها إلا ان خرافة زرعها المجتمع المحيط بي بأن النظر إلى النجوم مع عدّها يؤدي إلى ظهور الثآليل في جسد الناظر... فتحولت الى القمر فهو اجمل وأوضح ولا يؤذي بحسب ما سمعت

كنت أحفزه للبحث عن القمر بين الاشجار العالية التي كانت من حولنا تحجب ضوء القمر بظلها الساقط على الارض.
ادعوه للبحث عن ماهو جميل في الحياة ولم أرى اجمل من القمر في السماء... واجمل منه على الارض

وفي تلك الليلة المقمرة وانا لوحدي تذكرت تلك المواقف وعدت لأنظر الى القمر واتمنى ما اريده... انه الوحيد الذي يجمعني به إن نظرنا سوية إليه في نفس اللحظة، تمنيت امنية وصفتها بالمستحيلة وهي ان يأتيني خبر عنه الليلة

وهذا ماتم عبر معادلة القدر المعقدة والغريبة أحياناً.... شعرت بالارتياح بعد المفاجأة التي زهلتني وزرعت الأمل والاطمئنان في نفسي
انه بخير ويسلم علي لكن ظروفاً نشترك بها  تمنعنا من التواصل وقتها

مرت اسابيع تجاوزت الشهر تقريباً عندما حصل اول إتصال هاتفي بيني وبينه، اتذكر اننا بدأنا المكالمة بالتأكد من هوية بعضنا البعض
- الو
- هلا
- نشأت معي
- انت سامي... صحيح
- نعم سامي معك
- كيفك نشأت
- عم تسألني كيفني، من الله منيح
- طيب من عبد الله
- من عبد الله هلأ صرت منيح
- بالله كيفك بعد زمان والله ماني مصدق اني عم احكي معك هلأ
- ياكذاب... صرلي عم اسأل عليك فترة طويلة وانت ماعم تسأل
- والله العظيم لما قالولي اهلي انك دقيتلي كانوا ينسوا اسمك وانا ماكنت متوقع انك تتصل
عاتبنا بعضنا البعض، واخذنا الهاتف المحمول طريقة لإكمال تلك الصداقة الناشئة، نتناقش في كثير من الامور نتشارك يومياتنا... همومنا حتى اننا نشعر بشيئ ما اذا اصاب احدنا مكروه
اذكر مرة اتصلت بي امي ليلاً تحدثت معي وتحدث معي كل اخواتي واخي ومن ثم اتصل هو لكن في وقت متأخر... قبل الفجر بقليل... استغربت من اتصاله في هذا الوقت إلا ان شيئاً ما منعني من ان اجيب على اتصاله حتى انه اعاد محاولته الاتصال لكني لم اجب أيضاً وفي الصباح استيقظت وخرجت للحراسة... بعدها بقليل تأتيني رسالة منه، ارد عليه بمثلها واتساءل بيني وبين نفسه مابه لماذا يسأل عني بشكل متواصل من فجر هذا اليوم حتى الساعة 8:40دقيقة...
- تأتي سيارة شحن صغيرة من طريق ترابي غير معبد،بعضنا شكَّ بأمرها وبعضنا لم يلحظ سوى ماتحمله من اوراق التبغ... إلا انها كانت تحمل في الحقيقة الموت... والدمار
- انفجرت تلك السيارة على مدخل نقطتنا العسكرية

- شعرت بأن صوتاً قوياً خرق سمعي حتى انني لم اعد اسمع شيئاً وعصفت بي ريح من تراب ورماد منعتني من رؤية ماحولي حتى وجدت نفسي على الارض في غير المكان الذي كنت اجلس فيه

- بعد ساعات... عاود اتصاله بي... اجبت عليه،لم يكن يعرف ماذا سيحصل وماذا حصل لكن شيئاً ما يجعله يتصل ليطمئن هو نفسه لايعرفه.

وانا كذلك شاركته نفس الاحساس... او انه كان تواصلاً روحياً بيننا أو كما يسميه هو "القلوب عند بعضها "

كانت الأيام تمضي وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم إلا أنه قد تغير واصبح اقوى امام ابتلاءات الحياة،اصبحت استقي التفاؤل والأمل منه
لم اعد اسمع منه سوى الإيجابي حتى انه ان تكلم بالمصائب التي تحيط به استهزء وتعامل مع الأمر ببساطة شديدة

حوصرت النقطة التي هو فيها،يتصل بي ويخبرني بأنه قد يستشهد في اي لحظة
انتهت المكالمة ولم أملَّ من سؤاله عن التفاصيل لكنه تفهم أمري وأنهى حديثه بأن لا تقلق علي لن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا
كما تلاحظون قوة الإيمان التي اصبح يمتلكها

مرَت اشهر عديدة وهو وزملاؤه تحت الحصار لا ماء صالح للشرب ولا طعام يدخل عليهم سوى ماترميه الطائرة من غذاء إن نجح الطيار في إنزاله لهم

كانت "داعش" تفرض عليهم حصاراً خانقاً وترميهم بالقذائف...
لم أتصور ان يقدر نشأت على تحمل كل تلك الضغوط والخوف بسهولة... كان صبره وتحمله اكبر من تصوراتي لكنه في احد الأيام صرَّح لي بأنه يرتاح نفسياً عندما يتحدث معي...
كنت دائماً ادعمه واشعره بأن لك صديقاً يقف بجانبك وهو انا ولو استطعت ان اكون معك سأكون.

اصبحت التغطية الخليوية تغيب لفترات طويلة عنهم واصبح التواصل معه ليس بكل الاوقات... الى ان انقطعت بشكل نهائي.
في صباح احد الأيام بدأنا نتلقى الأخبار السيئة التي لا يحب احد سماعها...
لم اصدق ما حدث اقتحمت "داعش" تحصينات قواتنا هناك وبدأت بتصفية عناصر قواتنا اللذين يرابطون على أرضهم إما ذبحاً أو رمياً بالرصاص
تواصلت مع احد الزملاء القريبين منه لآخذ منه اي خبر عن مصير نشأت لكنه لم يفدني بشيئ لقد اخبرني ان آخر اتصال بينه وبين نشأت كان منذ خمسة شهور، لقد نجح نشأت بالإتصال بي منذ ثلاثة شهور كأنه كان آخر اتصال كان يودعني ويضعني بصورة الوضع الذي وصلوا إليه ويؤكد لي بأنه سيكون على مايرام ان شاءالله

اما الزميل فقد أكد بأن آخر اتصال كان نشأت لا يتحدث سوى عن اهله وعنك وختم لي "نشأت من له غير اهله وانت في الحقيقة انتم اغلى الناس عنده"

بدأت مجموعات من عناصرنا الناجين الوصول إلى مناطق أخرى تحت سيطرة قواتنا، وبدأت انا بالتواصل لمعرفة ما اذا كان نشأت من بين الناجين.... يتبع

 

الأحد، 16 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 6

هي أيامنا الأخيرة نقضيها مع بعضنا، وسيرحل كل منا إلى المجهول... ..... خليط من ذكريات رسمناها على المقاعد وآثار خطوات أقدامنا قد تركت اثراً في تربة ألفت  مسيرنا وصدى اصواتنا وضحكاتنا سافرت لغير رجعة لمكان لن تطأه اقدامنا يوماً...  نرى الأفق كل صباح اشعة الشمس تنهض لتلامس اهدابها السماء ونسرح مستمتعين بأقصى ماقد يصل إليه ناظريّنا كلانا غالباً يحلم بشيء ما، يتمنى شيئاً ما قد تكون امنياتنا مشابهة لبعضها

    لا ندري ماتخبؤه لنا الأيام لكن الذي كنا ندركه جيداً بأن لقاءاتنا ستنتهي قريباً على امل عودة بظروف افضل .... كان متفائلاً ولأول مرة اشعر او اظن انني من الممكن ان أراه متفائلاً في يوم ما.
بدأت الأيام بالتباطؤ مع نهاياتها وكأنها تريد لنا ان نستفيد من كل لحظة بها مع بعضنا .... يوماً بعد يوم تسوء احوال البلاد وتغرق بالدماء.... كنا تقريباً بمعزل عما يجري في المحافظات الأخرى متمسكين بحياتنا الطبيعية التي عهدناها سابقاً ومتأكدين بأننا سنعود لها ولن نفكر سوى بمستقبلنا، لأننا فُطرنا على التفكير به.
أنا مثلاً من مدينة هي الاقدم من المدن المأهولة في العالم ومشهورة بالصناعات بأنواعها افتخر بها واحن لها... لقلعتها العظيمة لأسواقها وخانتها لأحجارها المغرقة في التاريخ
وهو أيضاً من مدينة لا تقل اهمية عن مدينتي من اقدم عواصم العالم

حان موعد الرحيل.... وطوينا تلك الايام التي جمعتنا متمنين ان تجمعنا مرة أخرى قال لي وقتها
- دعني اودعك قد لا اراك مجدداً
امر ما منعني  الرد على ما قاله، قد يكون بداخله يشعر بذلك..؟ لا أدري...
شيئاً فشيئاً اصبحت ظروف البلاد تزيد سوء، القتل والتدمير اصبح يومياً وبإزدياد اخذت تلك الاحداث تأخذ اشكالاً اخرى حتى غدت حرباً ضروساً لا تبقي ولا تذر وعلى جبهات داخلية متعددة
رغم تقدم عالم الاتصالات إلا ان التواصل معه كان شبه مستحيل
مرت عدة اشهر ولم اعرف عنه أي خبر... هل مازال حياً... هل هو بخير
اسأل نفسي كلما كنت في خلوة مع نفسي تعود الذكريات وتأخذني معها الى الوقت والمكان اللذان كنا فيه... اقارن ماكنت عليه وما آلت به حياتي الآن
بعد مرور حوالي الستة اشهر تقريباً، كنت في محرسي أؤدي خدمتي مساء احد الأيام كانت المنطقة التي اخدم فيها ريفية وتعاني من بعض الاضطرابات رغم حيادية سكانها.
في ساعات الحراسة... في الظلام وعلى ضوء القمر تستطيع الدخول لأي حالة شعورية ترغب بها... تستطيع ان توصل نفسك لمرحلة ان تبكي على أمر ما تفتقده... السكون مع صوت نعيق الضفادع الى جانبه عواء الكلاب... ومن ثم يعود السكون... تسمع اصوات الاشتباكات من حولك.... ترى القذائف في السماء كأشهب تمر وتختفي فجأة.... تلمع لمعة في الافق... ثم يصل صوت سقوطها على مكان ما

لم اعد اريد سوى الاطمئنان عليه انه بخير فقط، ان يصلني خبر من اي احد ولا اريد اكثر من ذلك.

الخميس، 13 أغسطس 2015

نشأة الصداقة 5

لم أهتم كثيراً لأمره... اصبحت وقت الإستراحة اخرج وامشي لوحدي أناقش نفسي حول قضايا تهمني، لكن حقيقة لم تكن مقاطعته لي إحدى قضاياي حينها... وعندما أنتهي من مشواري ادخل لأنام، كان يتخلل وقت فراغي أحياناً بدونه مشاركة زملائي ببعض المواضيع والمزاح وأيضاً دفتر مذكراتي كان يشغل وقتاً وبعض الأعمال التي تخصني من نظافة واهتمام بسريري ولباسي.
في اليوم التالي أخذت افعل كما افعل دائماً اغيب عن نظره، رآني أحد الزملاء سألني :مابك انت ونشأت لم اعد اراكما مع بعضكما..! لقد سألني ان كنت قد رأيتك...
- طيب سأراه الآن
دخلت المجمع وإذ هو أمامي اصبحت عيني بعينه أخذت يميني وانصرفت عنه، فسألني :اين كنت؟ لقد سألت عنك ولم يكن أحد يعرف مكانك
اجبته:كنت.... كنت اشتم الهواء 
قال: يعني لم تكن مع احد رفاقك؟
اجبته:وهل سألتك إن كنت انت مع احد رفاقك قال:لا... كنت انتهي من الدروس أشرب كأساً من الشاي واشعل سيجارة ومن بعدها انام، اما انت فكنت تذهب وتقضي اوقاتك مع فلان وفلان
اجبته: انت من ابتعد وقال دعني وشأني
قال: انت تحب أن تستفزني دائماً لأصل لمرحلة لا اقدر بعدها على ضبط نفسي
اجبته:خلص... انا اعتذر منك، عليك ان لا تنزعج من كلامي معك أولاً انا لا اوجه اي كلمة لك امام اي احد لأحرجك، ثانياً انا اريد لك الخير ولن انزعج منك من اي انتقاد ستوجهه لي في المستقبل مادام الحديث يدور بيني وبينك دون تدخل طرف آخر

غط في نوم عميق كعادته تحت تأثير الدواء الذي يأخذه كل يوم... علي التعود والصبر عليه علني اخفف عنه،
في الصباح التالي:
إنها اول مرة اراه يبتسم ويضحك ويبدأ الناس بسماع صوت ضحكاته، لكن ما كنت اخشاه هو عودة الأفكار السلبية التي تراوده بين الحين والآخر كالخوف من ألم المعدة الذي يأتيه فجأة أو اعراض اخرى كالتهيج فالإنتكاسة غالباً ماتأتي فجأة لتقلب كل ماسعيته من اجل الخروج من حالته
تخللت ايام صداقتنا العديد من المواقف، الخلافات التي كانت تنشأ وغيرها من مشاكل الحياة، طبعاً تعود علي وتعودت عليه فاصبحنا نتجاوز لبعضنا البعض الخلافات فتارة يبدأ هو وتارة آخذ وقتي لكي اعود معه
لم اصرح له يوماً بمحبتي الشديدة له إطلاقاً مما دعاه وفي آخر أيام التدريب ان يطرح علي هذا السؤال :
سأسلك وأريد منك الاجابة بصراحة،ولست مضطراً للكذب علي قل لي الحقيقة..
هل في قلبك محبة لي ام انك فقط تقضي ايام معي وسينتهي كل شيء عندما يفرقونا؟
اخذت قليلاً من الوقت وقلت في نفسي لقد نجحت في اخفاء محبتي له.
سأقول لك جملة قصيرة لا تنساها ابداً، فقال قلها اسمعك
قلت :ان كنت فعلاً تحبني مثلما احبك...  سنبقى اصدقاء الى الأبد
قال: اجل اجل. من الممكن ان نصبح اصدقاء وان لا تنساني بعد ان ينتهي التدريب ونفترق وان تزورني بعد ان ننهي أشهر الخدمة في مدينتي، وستقيم عندنا سآخذك لترى جمال مدينتنا وحضارتها... سنقضي وقتاً ممتعاً
ان شاءالله
طيلة فترة صداقتنا في المركز كنت ثابتاً بمواقفي تجاهه،حتى بدأ يفكر بكل ماكنت اقوله له استطعت اقناعه أخيراً بأن الدواء لن يجلب العلاج بل العلاج في تغيير ما تعودت التفكير به وان الايمان يجعل من الإنسان شخصاً لا يلتفت لوساوس الشيطان فالخوف من مستقبل صحتك او عملك او عائلتك هى دليل لخلل في الإيمان فالمؤمن لا يخاف من قضاء الله وقدره وعليه فنحن ندعو دائماً "ربنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه " وان الله قد قال للمؤمنين في كتابه العزيز

﴿ ﻣَﻦْ ﻋَﻤِﻞَ ﺻَﺎﻟِﺤﺎً ﻣِﻦْ ﺫَﻛَﺮٍ ﺃَﻭْ ﺃُﻧْﺜَﻰ ﻭَﻫُﻮَ ﻣُﺆْﻣِﻦٌ ﻓَﻠَﻨُﺤْﻴِﻴَﻨَّﻪُ ﺣَﻴَﺎﺓً ﻃَﻴِّﺒَﺔً ﴾ وبدأت اكسر الصورة الذاتية لنفسه فهو يرى نفسه بأدنى ماهو عليه حتى انه يظن ان جسده مليء بالعلل وعلى العكس من ذلك كانت كل اوجاعه وامراضه من تأثير نفسيته السلبي على جسده ولا اكثر من ذلك حتى انه لا يستطيع تسمية أمراض معينة تصيبه فهو سليم، تخيلو احد المرات اصابه صداع شديد وظن في نفسه انه مصاب بمرض عضال وكان ان جلس مع احد شكى له صداعه المستمر الى ان اجابه احدهم بمرض كان هو بداخله يخشى منه عندها صدق بأنه مصاب بذلك المرض وبدأ يحضر نفسه للموت قائلاً لي: ان مت اتمنى من الله ان يغفر لي
- كلنا سنموت وكلنا ندعو الله ان يغفر لنا
- نعم ولكني قد اموت قبلكم اظن اني مصاب بذاك المرض الخبيث ابعدها الله عنا وعنكم
- بدأت اضحك عليه مما اخرجه من حالة الجدية والدرامية التي يتكلم بها
- لما تضحك..؟
- لأنك مجنون
- كم مرة اخبرتك ان لا تصفني بالمجنون
- لأنك مجنون وغبي أيضاً، وانا اسأل نفسي مابك... تراك عدت لمخاوفك من الوهم الذي تتفنن بصنعه لنفسك كل فترة، يعني كلما اصابك ألم ما او وجع في مكان ما ربطه بمرض من عندك.... هل درست الطب قبل ان تأتي الى هنا
- لكن فلان قال لي قد يكون معك هذا المرض
- ها إذاً ذلك الفلان هو الطبيب المختص الذي استشرته، نشأت انت تثق بي صحيح... انت سليم وما من مرض يصيبك، هي عبارة عن أوجاع تصيب كل انسان لأسباب عدة هذه هي الحياة الكمال ليس موجوداً فيها الكمال لله وسيعطينا إياه في الجنة إن جعلنا  من أهلها،هيا بنا لنذهب ونشتري شيئاً نأكله وانسى صداعك الآن...
- يخبرني في اليوم التالي انه لم يعد الصداع يرافقه بعد ان تناول تلك الكبسولة.
- ياليت الكبسولة من اجل الصداع... انها لأمر آخر....!!
لقد اتعبني كثيراً بعد فترة من صداقته فلا احتمل على تركه ولم اعد احتمل تصرفاته لكن طيبته ووجهه البريئ كانا يصبراني قليلاً حتى احد المرات قلت له
- لقد اتعبتني كثيراً،،  لقد شاب شعري منك... انظر
- فعلاً ان في رأسك شعر ابيض
- هذا بسببك وبسبب جنونك الذي ستعديني به قريباً
- أصلاً انت مجنون وارى تصرفاتك غريبة، مامن عاقل يفعل افعالك هل رأيت احداً غيرك يرتدي السترة قبل البنطال..!!
- فعلاً محق... لم ارى، سأفكر في الأمر... قد احتاج لطبيب في المستقبل
- نعم سارع بمعالجة الأمر قبل ان يسوء وضعك اكثر من ذلك
- ولكني على يقين بأني عندما سأتخلص منك وتنتهي تلك الفترة اللعينة التي جمعتني بك سأتحسن تدريجياً لأني اقدر التحكم بأفكاري غيرك انت تسيطر عليه السلبية متى شاءت عندها سألعن الساعة التي عرفتك بها
- انت تكذب... على نفسك، انت لا تستطيع العيش بدوني على الأقل هنا
- ومن قال لك؟
- انت قلت وانا اشعر بذلك
- ولكني قلت لك أيضاً انني كنت اكرهك كره القط للفأر وسأعود لكرهي لك... اعدك