الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

نشأة الصداقة 8

انتظرت اترقب وصول بعض الناجين من عناصرنا واتفقد اسمائهم،لقد وصلت العديد من الدفعات على مدار اسبوعين إلا انه بقي على قائمة المفقودين وهنا تكمن صعوبة الأمر فلا نعرف هل نقيم له عزاء ام ننتظره فقد يعود في يوم ما... لا احد يعرف

نشر تنظيم داعش بعد فترة فيلماً تمثيلياً يحاكي ما جرى أثناء عملية اقتحامه وطريقة قتله لجنودنا والتنكيل بهم مازاد موقفنا ضعفاً من ان يكون نشأت على قيد الحياة فـ "داعش" قد القت القبض على العديد من الجنود وقامت بتصفيتهم بمجزرة جماعية...

جلست احد المرات انظر إلى أين وصلت بنا الأيام، اتذكر انه ارسل لي رسالة يقول لي فيها "انا وانت مابفرقنا حتى الموت لانو بس موت انا بدي اطلب من ربي  يجمعني فيك بالجنة " كانت تلك الرسالة قبل ان يطرأ اي خطر عليه ولم اعرف مالذي دعاه لإرسالها، قد يكون أحس بمصيره فأصر أنه إن لم نجتمع في الدنيا سنجتمع في الآخرة،لكن فعلياً لا احد يعرف مصيره فقد سمعنا اخباراً بعد مرور فترة طويلة ان مجموعة من عناصرنا تختبئ بمنازل المدنيين هناك ونشأت معهم
والآن قد مضى على سماعنا لهذا الخبر حوالي السنة واكثر بقليل....

بذلت المزيد كي انهي تلك القصة، لكن استحضار الشخصية التي اكتب عنها بتواضع وبساطة جعلني استمر بالكتابة واتذكر مواقف لا تنسى منه، صدقوني ان هكذا تجارب انسانية صادقة اؤمن من خلالها سلفاً انها لن تستمر...لأنها خلقت من اجل ان تحكى فقط وما إن تستمر و تبلغ ذروتها حتى تنتهي بحادث لطرف ما قد يصيبه ويختفي من الوجود ليترك اثراً بالطرف الآخر.... لأحكي انا امام الملئ.... امام كل من رآني وقال لي مابك.... امام كل شخص اراد ان نكون اصدقاء وما اكثر الاصدقاء واقلهم صدق ووفاء....ان اسأل نفسي هل ما كان هو حقيقة وهل الشخص الذي كان معي واختفى بظروف غامضة كان موجوداً فعلاً .... سؤال اطرحه على نفسي فأعود لأرشيف الرسائل التي كانت بيننا لأتأكد أنه كان حقيقة واصبح الآن قصة ارويها لكم وأتمنى ان لا اكون قد اطلت عليكم...

"الشعب السوري يستحق الحياة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق