الجمعة، 25 سبتمبر 2015

ذكرى مقنوصة

ابحث عن نفسي عن ذاتي عن ذكرياتي التي لم اعد اجد لها اثراً، لم اعد اجد لها شاهداً يؤكد حدوثها، كيف سأقنع نفسي  بأني كنت يوماً من الأيام طفلاً وعشت أياماً مليئة بالفرح والأمان... كيف سأجزم انه عند هذا المكان  كنت اقف واتناول المأكولات في فصل الصيف بعد ان سحق المكان نتيجة المعارك الدائرة لكن هل فعلاً حدث ذلك أم انني كنت احلم أو اتوهم...
اليوم يضرب احد افراد طفولتي بقناص قرب منزلنا رغم معرفته بخطورة الطريق الذي يسلكه، لم يخطو اكثر من عشر خطوات، كان فيها القناص قد كتم نفسه وبدأ يسدد عليه .... أطلق

مع طلقته تلك وفرحته بإصابة الهدف قد صنع الكثير لأم وأب الهدف الذي اصابه... واخت الهدف الذي اصابه... وزوجة الهدف الذي اصابه... وقد يكون ابن الهدف الذي اصابه 
 عندما كنا صغاراً،كنت أزيده بسنوات قليلة كنا نلعب سوية في الحارة وعلى سطح البناء في الصيف...نلعب ونأكل ونسرح ونمرح... لانعرف سوى الضحك والمزاح كانت ترافقنا اختي والتي هاجرت بعد ان تزوجت كما اخبروني، وحتى الآن  مرت اربع سنوات وهي بعيدة عني ولم اراها منذ ان تشاجرت معها آخر مرة عندما كانت لحيتي تبدأ بالظهور ، كانت صغيرة... لقد كبرت كما شاهدتها بالصور التي ترسلها لي من هاتفها المنخفض الشحن كعادتها.
اليوم هي متزوجة وبعد أشهر قليلة ستصبح أمً وسأصبح خالً لإبنتها 

اسأل نفسي بخلوتي بنفسي هل من شيئ سيبقى لي من طفولتي ، فقدت مايكفي لجعلي حاضرا ًً لا ماضي له، لا تاريخ لي وجدت على هذا الكوكب عندما قررنا ان ندمر بعضنا البعض .
 
لماذا قررت أن لا اسلك ذلك الطريق..؟  هل كان عندي خيارات أخرى
 انا لم اقرر شيئاً، ولم اختر لا طريقاً ولا بلداً ولا حرباً ولا معيشة من الذي اختارهم
من جعلني هنا اليوم... من انا ومن سأكون...
اخبروني... من انا وكيف كنت، أكاد لا اتذكر شيئآ مما حصل معي،استبدلت من ذاكرتي كل الصور الجميلة بصور الدمار والقتل وضاعت ذكرياتي تحت انقاض المنازل المهدمة وغابت احلامي مع ارواح الأبرياء الطاهرة ...

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻟِﻠْﻤَﻼَﺋِﻜَﺔِ ﺇِﻧِّﻲ ﺟَﺎﻋِﻞٌ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺧَﻠِﻴﻔَﺔً ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﺃَﺗَﺠْﻌَﻞُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣَﻦ ﻳُﻔْﺴِﺪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﻳَﺴْﻔِﻚُ ﺍﻟﺪِّﻣَﺎﺀ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻧُﺴَﺒِّﺢُ ﺑِﺤَﻤْﺪِﻙَ ﻭَﻧُﻘَﺪِّﺱُ ﻟَﻚَ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻣَﺎ ﻻَ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ [1]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق