الخميس، 21 يناير 2016

في الحافلة إلى حلب

بعد غياب طويل عن منزلي،حارتي،مدينتي الحبيبة حلب باتت كل ذكرياتي التي مضى عليها الكثير من الأيام والشهور معلقة فيها تنتظر عودتي كي أراها لتأكد تاريخي ووجودي على أرض هذه المدينة التي ذاقت وتذوق كل يوم طعم الموت.
مضى الكثير بعد ان تجاوزت مرحلة الإشتياق ودخلت بحالة الإستسلام للواقع بأنني لن أعود وأرى حلب مجدداً... كنت اقول في نفسي "يوماً ما ستفرج" لكن دون اليقين التام بذلك ليس ضعف إيمان وثقة بالله بل يأس وخذلان  الكثيرين من الناس الذين أعرفهم وغيرهم
في تلك الأزمة التي كشفت الأقنعة عن وجوه الكثيرين، بت لا تعرف الصديق من العدو، الأخ من الغريب، الوفي من الخائن حتى تغربلت الناس لتطفو الطبقة المخلصة فوقهم
جاء اليوم الذي ركبت حافلة استقليتها من احد الحواجز على الطريق، رفض معاون السائق ان يقلني معه بسبب إكتمال العدد إلا انني أصريت عليه الركوب معه ولو بقيت واقفاً دون مقعد... قلت له وبصوت سمعه الركاب " اريد ان اصل لحلب اليوم لم اعد احتمل غيابي سنوات عنها،ارجوك...سأعطيك ماتريده "
تعاطف معي السائق ومعاونه وسمحوا لي بمرافقتهم واجلسني المعاون بجانبه على مقعده الخاص
كان الطريق حينها من ادلب إلى حلب يشوبه بعض الخشية من حصول طارئ ما لا سمح الله فوضع البلاد معروف لدى الكثيرين منكم
كانت الطريق طويلة ليس من بعد المدينتين عن بعضهما بل لإنقطاع السبل، فالطرقات معظمها يسيطر عليها متمردون... لن اقول عنهم إرهابيون لعدم فهمي لهذا المصطلح بعد، والذي لا يطلق إلا لأعمال العنف من قبل مسلمين فقط أما باقي الإرهابيين من غير المسلمين فلا يطلق عليهم ذلك المصطلح رغم قيامهم بأعمال عنف بشكل يومي من اغتصاب وقتل وتخريب كما يشيرونه بدراساتهم المجتمعية.... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق